ما كفارة من حلف كذبًا على القرآن الكريم؟

حياك الله أخي السائل، بدايةً إنّ الحلف على القرآن كذب يسمى "اليمين الغموس"؛ وهي اليمين الكاذبة، ومعنى "غموس": أي أنها تغمس صاحبها في نار جهنم، فمن وضع يده على القرآن وحلف بالله -تعالى- كاذباً وهو يعلم في قرارة نفسه أنه كاذب، فقد أتى بكبيرة من الكبائر وباء بإثم عظيم.

عن عبد الله بن أنيس قال: (جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ. قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هو فيها كاذِبٌ)، "أخرجه البخاري" وعلى من وقع في هذه الكبيرة المبادرة إلى التوبة الصادقة، والإكثار من الاستغفار، لعل الله أن يغفر له هذه الكبيرة.

أمّا بالنسبة للكفارة، فقد تعدّدت آراء العلماء في حكم من نقض حلف اليمين الغموس هل تلزمه كفارة أم لا تلزمه، على اعتبار أنّ حلف اليمين الغموس أعظم من أن تكفّره كفارة، لكن لو أخرج من حلف اليمين الغموس كفارة اليمين أخذاً بأقوال بعض أهل العلم، وخروجا من خلاف من أوجبها لكان حسناً، وكفارة اليمين هي:

1. إعتاق رقبة؛ ولا يوجد رقاب اليوم.
2. إطعام عشرة مساكين؛ وهو أن يُعطى لكل واحد من الفقراء مُدّاً من القمح أو الأرز، والمد نصف كيلوغرام تقريباً، ولا بأس أن يعطى ثمنه للفقراء.
3. كسوة عشرة مساكين.

إن عجز الحالف عن الخيارات الثلاثة السابقة فله أن يصوم ثلاثة أيام، وذلك لقوله -تعالى-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). "المائدة: 89"