ما قصة مرض النبي ووفاته؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيك وزادك علماً وحباً لرسولك عليه الصلاة والسلام، فمن الجميل أن نحيا على تفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ليتحصل فى قلوبنا الحبّ الحقيقي له، فإنما يزيد الاقتداء بزيادة الحب، ويزيد الحبّ بزيادة المعرفة.

أما فيما يتعلق بقصة مرض النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكرتها كتب السير بتفصيل دقيق، وكان ذلك بعد حجة الوداع بثلاث سنوات، فبينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائد من جنازة في البقيع، أحس بألم في رأسه، وكان يومه في بيت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-، ولكنه دخل على زوجته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- يشكو لها ألمه.

ازداد ألم النبي -عليه الصلاة والسلام- وازدادت حمّته وارتفعت حرارته، فاستأذن من زوجاته أن يُمرّض في بيت عائشة -رضي الله عنها- فأَذِنّ له بذلك، واشدت عليه الحمّى، وعائشة -رضي الله عنها- تقرأ عليه المعوذات وترقيه وتدعو له.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده في إناء فيه ماء ثم يضعه على جبهته لتخفف عنه الألم ولتبرد الحمى، وكان يقول: (لا إله إلا الله، إنَّ للموتِ سكَرَات، ثمَّ نَصَبَ يدَهُ، فجعلَ يقول: في الرفيقِ الأعلى حتّى قُبِضَ ومالت يدُهُ)، أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين.

ولما أقعده المرض في بيته أياما، ولم يستطع الصلاة في المسجد، أخلف أبا بكر -رضي الله عنه- ليؤمّ في الناس مكانه، ثمّ تُوفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حِجر عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- وفي حُجرتها، وكان بين سحرها ونحرها.

وكان ذلك في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان قد بلغ من العمر ثلاثة وستين عاماً حينئذ، وحزن عليه صحابته حزناً شديداً، ودُفن في حجرة عائشة أم المؤمنين على مقربة من منبره في المسجد النبوي.