1

ما سبب استخدام صيغة الجمع في الآيات التي يتحدث الله فيها عن نفسه؟

قرأت مقالاً عن خلق الإنسان، ولفتت نظري الآية الكريمة: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"، وأريد معرفة ما سبب استخدام صيغة الجمع في الآيات التي يتحدث الله فيها عن نفسه؟

08:05 19 ديسمبر 2021 2001 مشاهدة

1

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
تسنيم أبو النادي
تسنيم أبو النادي . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة أفنان مسلم 08:05 19 ديسمبر 2021

حياك الله السائل الكريم، وبارك الله فيك، نُلاحظ أن أساليب القرآن الكريم مُتنوعةٌ وعديدةٌ، فتارةً يتم استخدام صيغة المفرد عند حديث الله -سبحانه وتعالى- عن نفسه، وتارةً أخرى يتم استخدام صيغة الجمع، وذلك لم يكن من فراغٍ، بل كان لهدفٍ وحكمةٍ كبيرةٍ، فاستخدام صيغة الجمع في بعض الآيات جاءت للزيادة في تعظيم الله -سبحانه وتعالى-.


وسنذكر لك مثالاً على هذا الأسلوب من القرآن، قال الله -تعالى-: (قُلنا يا نارُ كوني بَرداً وَسَلاماً عَلى إِبراهيمَ)، "الأنبياء: 69" فقوله -سبحانه- في هذه الآية: (قلنا) يدل على تعظيم الله -سبحانه- لذاته الإلهية، وتعظيم قدرته على جعل النّار التي أُلقِيَ فيها سيدنا إبراهيم برداً وسلاماً عليه.


وليس المقصود فيها وجود أكثر من إله واحد بالتأكيد، فهو الواحد الأحد الفرد الصمد، قال الله -تعالى-: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ). "الأنبياء: 22"


واستخدم القرآن الكريم هذا الأسلوب أيضاً لشهرة استخدامه عند العرب قديماً، فجاء على نفس نمط تعبيرهم في الكلام، فكان الشخص إذا أراد أن يُعظِّم من نفسه، يقول نحن فعلنا كذا، ونحن قمنا بعمل كذا، وهو لا يقصد بهذا الجمع، بل يقصد نفسه؛ لتعظيمه للعمل أو الفعل الذي قام به أمام الحاضرين.


وقد ورد أسلوب التفريد لله -تعالى- في الآيات التي يُريد فيها -سبحانه- أن يُؤكد على وحدانيته، وأنه لا إله غيره، قال الله -تعالى-: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، "الفاتحة: 5" فهنا لزم التأكيد على انتفاء العبوديّة، وأنه لا معبود بحقٍ سواه -سبحانه-.


وقال الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَإِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلُّهُ فَاعبُدهُ وَتَوَكَّل عَلَيهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ)، "هود: 123" فيها تأكيدٌ على تفرده -سبحانه- بالوحدانية ومعرفة الغيب، وعلى كلّ مسلم أن يؤمن إيماناً مُطلقاً بأنّ كلّ شيءٍ تمّ ذكره في القرآن الكريم، كان لحكمةٍ وغايةٍ عظيمةٍ، منه ما نعلمه ومنه ما لا يعلمه إلّا الله -تعالى-.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع