ما حكم لبس ملابس عليها فراشات؟

حياكِ الله السّائلة الكريمة، وأوضّح لك أقوال أهل العلم في الحكم العام للملابس التي عليها رسومات وتصاوير فيما يأتي:

1. القول الأول: عدم جواز لبسها

يرى الكثير من العلماء عدم جواز لبس الملابس التي عليها رسومات لذوات الأرواح؛ سواء كانت مرسومةً أم لا، وسواء كانت الصور على اللباس لإنسانٍ أم حيوان، وهو قول الشافعية والحنابلة، ووجهٌ عند الحنفية، ورجّحه ابن تيمية فقال: "لا يجوزُ لُبسُ ما فيه صُوَرُ الحيوانِ مِن الدوابِّ والطيرِ وغيرِ ذلك، ولا يلبَسُه الرجلُ ولا المرأةُ".

واستدلّوا بقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ)، [أخرجه البخاري] وبحديث عائشة -رضي الله عنها- عندما اشترت للنبيّ وسادة عليها تصاوير، فرأت في وجهه الكراهية، فأخبرته أنّها اشترتها ليجلس عليها، فقال لها: (إنَّ أصْحابَ هذِه الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَومَ القِيامَةِ، ويُقالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ). [أخرجه البخاري]

1. القول الثاني: كراهة لبسها

يرى بعض أهل العلم كراهة لبس الملابس التي عليها صور إنسان أو حيوان إذا لم يكن في لبسها نوعٌ من التعظيم، أما إن وُجِد ذلك -أي تعظيم الصورة- فيحرم لبسها، فقد قال وهبة الزحيلي -رحمه الله-: "يكره لبس الألبسة ذات الصور‏،‏ للصغار والكبار على السواء"، وقال الحنفية: "وتزول الكراهة إذا لبس فوقها ما يغطيها".

أمّا إذا كانت الصور الموجودة على اللّباس ناقصة بشكلٍ لا يستقيم معه الحياة فقد أجازها العلماء إلا إذا كان ما تبقّى منها هو الرّأس، فقيل بمنعه، أمّا الصلاة بهذه اللّباس فهي صحيحة إذا اكتملت أركانها، ولكن مع الكراهة وربّما الإثم، ولكن هذا الإثم يلحق بلبس الصورة، لانفكاك هذا الأمر عن أداء الصلاة.

وعليه فأنصحكِ عزيزتي السّائلة باستبدال ملابس الصلاة المشتملة على التصاوير خروجاً من الحُرمة والإثم أو الكراهة، وهذا أيضاً أدعى للخشوع، فعن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أعْلَامٌ، فَنَظَرَ إلى أعْلَامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: اذْهَبُوا بخَمِيصَتي هذِه إلى أبِي جَهْمٍ وأْتُونِي بأَنْبِجَانِيَّةِ أبِي جَهْمٍ، فإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا عن صَلَاتي). [أخرجه البخاري]