ما حكم عمل دعاية إعلانية باسم الجمعة السوداء؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي الكريمُ حفظكَ الله ورعاك، أبارك حرصكَ على تحرِّي الحلال والحرام مخافةَ الوقوع في الحرام أو الشبهة لا قدَّر الله، وسوف ندخل إلى هذا الجوابِ بالتفصيلِ التالي:

1. إنَّ سؤالكَ حتماً في قضيِّةِ هذا الاسم الجديد المُعاصر كونَهُ يعطي صفةَ السوادِ للجمعة، فإنّي أسألكَ هل المقصود فيه أنَّ الجمعة هو الأسود؟
2. كلا وحاشا فإنَّهُ من المُتعارفِ عليهِ أنَّهُ موعدٌ معينٌ لفعلٍ وعملٍ معين هو الذي يُطلقُ عليه صفةَ السواد فقط.
3. سؤال آخرهل المقصودُ أنَّ تلك الصفة هي اللونُ ذاتهُ الأسود وهو المقصود، أم أنَّ فعلاً ما في ذلك اليوم وذلك الوقت من الزمن يُعطى صفةَ السواد؟
4. نعم، فإنهُ مَجازاً يُنسب لحرقِ سعر البضاعة تجارياً وإعلاميا؛ للتشجيع على الشراء وبيع المنتجات، وتحريكِ الاقتصاد في البلاد.
5. القاعدةُ الفقهية تقولُ الأصلُ في الشيء الإباحة ما لم يرد نصٌ في تحريمها.
6. وهذا التصميمُ بهذا العنوانِ لم يرد نصٌّ صريحٌ بتحريمه، وهو بحدِّ ذاتهِ عملكَ الخاص بك.
7. أنت عملك أن تضعُ المُعطيات التي تُثبتُ أنَّ المحتوى تجاري، ولا علاقة له بالإساءة ليوم الجمعة.
8. هناكَ قاعدةٌ فقهيّةٌ أخرى تقول الأمور بمقاصدها، والكلُّ يجمعُ عُرفاً على أنَّ مقصد هذا الاسمِ هو الموسمٌ التجاريٌّ.
9. على ضوءِ ما ذكرتُ لك لا بأس في في تصميمكَ للإعلانات التجارية بهذا الاسم، وليس في ذلكَ حُرمةٌ ان شاء الله.

علماً أنَّ للعملِ ضوابط شرعيَّة لا بدَّ من الإنتباهِ لها خصوصاً في مثل عملك:

1. أن لا تشتغل تصميماً فيه نساءٌ غيرُ محجبَّات وسافراتٌ مثلاً.
2. لا تشتغل تصميماً لمنتجات الخمورِ والمشروبات المحرَّمة.
3. لا تقبل بالتصميم للمَبيع الذي فيه نفعٌ ربويّ، فإنَّ من ترك شيئاً لله عوَّضهُ الله خيراً منهُ وأثمنَ وأفضلَ بعونِ الله.

واللهُ وليُّ التوفيق.