أهلاً ومرحباً بك، ورزقك الله الرزق الحلال. إنّ الإجابة على حكم بيع العطور ينبغي أن يُشار فيها إلى عدد من الأمور الهامة؛ أبيّنهما على النحو الآتي:
- ما حكم بيع العطور للنساء؟
إنّ الأصل في بيع العطور الإباحة؛ فكما تعلّم أخي الكريم أنّ الطيب والتطيب؛ مما حُبب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من متاع الدنيا، كما أن استخدامه يكون من باب التجمّل الذي يحبه الله -سبحانه-، أمّا بالنسبة لسؤالك عن بيع العطور للنساء؛ فهو جائز لا حرج فيه.
ولعلّك تسأل عن بيعه لمن تستخدمه خارج البيت ليشمّ الرجال ريحها وطيبها؛ فهذا الأمر لا يُلحق الإثم بالبائع إنّما بمن تقوم بهذا الفعل؛ ومما يدل على ذلك قوله -تعالى-: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، [الأنعام: 64] وقوله -تعالى-: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). [المدثر: 38]
ولكنّ بعض أهل العلم استثنوا من حكم الإباحة من تيقّن أو غلب على ظنّه استخدام هذا العطر للتبرج، أو كان ذلك منتشراً بين أهل البلد؛ فلا يجوز للبائع في مثل هذه الحالة الإعانة على الإثم، وبيع العطر بمثل هذه الصورة غير جائز، وقِس على ذلك أخي الكريم كل ما كان في أصله مباحاً؛ ولكنّ بعض استخدامات الناس له جعلته في حكم الحرام؛ كالبناطيل، ومساحيق التجميل، وبعض أنواع الثياب، فالأصل فيها الإباحة؛ بيعاً وشراءً.
- ما حكم بيع العطور التي تحتوي على الكحول؟
عدّ العلماء العطور التي تحتوي على الكحول غير المسكرة؛ مما يجوز بيعه واستخدامه؛ أمّا إن كانت مما يُسكر فهي نجسة تشابه الخمر في ذلك؛ فلا يجوز بيعها أو شراؤها.