أهلاً ومرحباً بك، بعد الاطلاع والبحث عمّا ذكرت من الإعجاز العددي في سورة الكوثر؛ وجدت أنّ ما قيل في هذا الشأن يقوم على اعتماد عدد كلمات السورة، وربطه بعدد أحرف الهجاء في الآية الأولى، ثم بما كان في الآية الثانية والثالثة، واستنتاج الحرف المكرر، ونحو ذلك من المداخل المتشابكة، والنتائج الظنية والتقديرية؛ مما يطول فيها الكلام والشرح.
وقد رأى أهل الاختصاص أن هذا كله فيه تكلف ظاهر، عدا عن اعتماده على شروط انتقائية في حالات محددة، وعلى شروط توجيهية في حالات أخرى؛ إذ لا أسس منهجية علمية ثابتة يعتمد عليها؛ كما تكلم العلماء في مسألة الإعجاز العددي مطولاً؛ فوجد كثير منهم أن الإعجاز العددي يكون من قبيل اللطائف؛ إن كان له وجه قريب، أو احتمال مستساغ، أو ظاهر.
كما لا ينبني عليه شيء في أصل الدين سواء ثبت أم لم يثبت؛ إذ لا يعتبر كل هذا التحليل والاستقصاء من متين العلوم.