لماذا عادى أبو لهب ابن أخيه؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا تختلف أسباب العِداء عند أبي لهب عن الأسباب التي عند غيره من مشركي قريش، غير أنّ أبا لهب له أسباب تخصّه، يمكن إيجازها فيما يأتي:

1. ذكر القرآن الكريم أهمّ سبب لعداء أبي لهب للإسلام، قال -تعالى-: (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) "سورة المسد :2"

تُبيّن لنا هذه الاية، تصريحاً أو تلميحاً، أن سبب العداء هو المال الذي يكسبه أبو لهب، وأنه خشي عليه الفناء إن هو أسلم، فقد كان أبو لهب تاجراً، يكسب المال من تجارته، فعلم أن اتّباعه لهذا الدين سيعطّل عليه تجارته، لا سيما أنّ صاحب الدعوة هو ابن أخيه، فخشي أن تتلاحق عليه النفقات.

1. كشف أبو لهب عن نفسٍ جبانة، لا تستطيع مواجهة التّبِعات، وأنه لا يملك الحميّة الكافية لنصرة الحق

ظهر ذلك في قوله لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "واعلم أنه ‌ليس ‌لقومك ‌في ‌العرب ‌قاطبة ‌طاقة، وأن أحق من أخذك فحبسك بنو أبيك"، إذن الخوف من مواجهة العرب، وإيثار السلامة، جعل أبا لهب لا يتجرأ على نصرة ابن أخيه، في حين كره أبو طالب أن يغير دين آبائه، ومع هذا نصره، ووقف إلى جانبه، رغم أنه ليس على دينه.

1. سيرة أبي لهب تكشف أنه شرير الطبع

وهو شخص قاسٍ، شديد العداء، فيه حقد ولؤم، ومجاهرة في العداء، فهو ليس من الأعداء العُقلاء، أو الأعداء المنصفين، بل هو عدو يحسن العداء على أصوله، حتى جعله يسمح لزوجته أن تؤذي رسول الله، وأنه أمر ولديه؛ عتبة، وعتيبة، فطلقا ابنتي رسول الله، وكان يلحق رسول الله ويسبه ويشتمه، وينفر الناس منه، فمن كانت هذه هي صفاته، فكيف سيذعن للحق المبين؟!

1. زاد عداء أبي لهب وحقده على الإسلام نزول سورة المسد، التي كشفت عن خبثه، ووعدته بالعذاب الأليم، فزاد حقده وبغضه للإسلام، والله -تعالى- أعلم.