لماذا سمي الإخفاء الشفوي بهذا الاسم؟

حياك الله أخي الكريم، وأسأل الله أن يرزقنا حبّ القرآن وتلاوته، وكما قلتَ فإنّ أحرف الإخفاء الشفوي هو حرفٌ واحدٌ: "الباء"، ويكون عند التقاء حرف الميم الساكنة في آخر الكلمة، مع حرف الباء في أول الكلمة التالية، وسُمي شفوياً، لأن الميم مخرجها من الشفتين، فنخفي صوت الميم عند الباء، لاتحادهما في المخرج وتقاربهما في الصفات، لصعوبة الإظهار أو الإدغام في هذا الموضع.

ويُصاحب هذا الحكم غنّة تخرج من الخيشوم، وعلامته في المصحف حذف السكون فوق الميم وعدم تشديد الباء بعدها، ويقول ابن الجزري في مّقدمته مبيناً مخرج الميم والباء بقوله:

للشَّـفَتَيْنِ الْـوَاوُ بَـاءٌ مِيـمُ ،، وَغُنَّـةٌ مَخْرَجُهـَا الخَيْشـُوم

ومن أمثلة الإخفاء الشفوي في القرآن الكريم:

1. قوله -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ). "سورة العلق:14"
2. قوله -تعالى-: (قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ). "سورة النساء:174"
3. قوله -تعالى-: (إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ). "سورة العاديات:11"

ثم بيّن ابن الجزري أحكام الميم الساكنة، مُنبهاً من إخفاء الميم عند الفاء والباء، بقوله:

وأَظْهِرِ اْلغُنَّةَ مِنْ نُونٍ وَمِنْ ،، مِيمٍ إِذاَ مَا شُدِّدَا وَأَخْفِيَنْ

الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى ،، بَاءٍ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ اْلأَدَا

وَاظْهِرَنْهَا عِنْدَ بَاقِي اْلأَحْرُفِ ،، وَاحْذَرْ لَدى وَاوٍ وَفَا أنْ تَخْتَفِي

فيُتنبه لحكم الإظهار مع الفاء والواو والحذر من إخفائهما؛ لتقارب مخرجهما مع الميم، نحو قوله -تعالى-: (وَلَهُمْ فِيهَا) "محمد:15"، وقوله: (مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، "محمد:19".