لماذا حارب الرسول يهود خيبر؟

حياك الله السائل الكريم، بدايةً هذه شبهاتٌ يُثيرها البعض حول أسباب حروب الرسول -عليه السلام- لمَنْ عاهدهم من قبائل اليهود، فكما ذكرت أنّ رسول الله عقد المعاهدات بينه وبين كلّ الطوائفِ غير المسلمة في عصره، ممّا يدل على التعايش مع غيرالمسلمين، فكان -عليه السلام- وفيّاً ومخلصاً بكلِّ ما عاهدهم عليه.

وقد حارب الرسول -عليه السلام- يهود خيبر؛ لأنّهم قد تحالفوا مع مَنْ جاءهم من يهود بني النضير، وخرجوا إلى قريش يدعونهم إلى التجمّع والتحزُّب؛ لتدمير المسلمين وقتلهم في غزوة الأحزاب، ثم خرجوا إلى غطفان؛ فدعَوْهم إلى حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يجد منهم سوى الغدر والخيانة بالمعاهدات والمواثيق التي بينهم، ‏واتصالهم بالمنافقين؛ لتدمير المسلمين وإنهاء وجودهم.

وما لقي المسلمون منهم إلاَّ كل سوءٍ وأذيّة، ومحاولة تشكيكهم فيما يعتقدونه من الحقِّ، وما كانت المبادئ التي يسيرعليها الرسول -عليه السلام- وأصحابه في حياتهم إلّا مبادئ تؤكّد على عدم نقض المواثيق والعهود، امتثالاً لقوله -تعالى-: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) "النحل:91".

وبعد أن نظّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العلاقة بينهم وبين اليهود وأوفى بعهده، وتغاضى عن أخطائهم، أصبح الأمرلا يُطاق، وأصبح لزاماً على المسلمين بقيادته -عليه السلام- اتخاذ موقف حازم معهم، فحاربهم الرسول-عليه السلام- في أربعِ غزوات، وكانت واحدة منهم مع يهود خيبر والباقي مع بني قينقاع والنضير وقريظة.

وكانت هذه الواقعة عندما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أمرِ قريش وأمِنَ جانبها بصلح الحديبية، عندها قرر-عليه السلام- أثناء عودته مع المسلمين من صلح الحديبية، التفرَّغ ليهود خيبر ومحاربتهم، ووضع حدّ لأفعالهم ومؤامراتهم التي يمكرونها ضدّ المسلمين، بسبب عدم مبالاتهم للمعاهدات بينهم، وإصرارهم على التحريض والمكر ضدّ المسلمين، فحصلت هذه الغزوة وانتصر المسلمين فيها.