كيف يقسم الميراث إذا لم يكن للزوج إلا زوجة وأبناء أخ؟

أهلًا أختي الكريمة، رحمَ الله زوجك رحمةً واسعة، وغفر له وجعله من أهل الفردوس الأعلى، وصبَّركِ على فراقه، واعلمي أختي الكريمة أنَّ الورثةَ في هذه المسألة المطروحةِ هم: أنتِ وأبناءُ أخيهِ إن كانُوا من أخيه الشقيق أو من أخيه لأب، حيث ترثينَ أنتِ رُبعَ مالهِ فرضاً من الله -عزَّ وجلَّ-.

وذلك لعدمِ وجودِ أولادٍِ لزوجكِ من صلبه، وما يدلُّ على أنَّ نصيبكَ من تركةِ زوجك هوالربعُ هو قول الله -تعالى-: (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكتُم إِن لَّم يَكُن لَّكُم وَلَدٌ). "النساء: 12"

أمَّا أبناءُ أخيهِ، فإنَّهم يرثون ما تبقَّى من ماله بعد أخذِ نصيبكِ من التركة؛ إذ إنَّهم في هذه المسألةِ هُم عصبةُ زوجك؛ وذلك لعدمِ وجودِ أصلٍ وارثٍ ذكرٍ ولا فرعٍ وارثٍ ذكرٍ لزوجِك، بالإضافة إلى عدمِ وجودِ إخوةٍ له، ليرثوه، وبناءً على ذلك فإنَّه يتمُّ توزيعُ ما تبقى من تركةِ زوجِك بعد أخذِ نصيبِك المقدَّر لكِ، على أبناءِ أخيهِ بالتساوي بينهم.

ولا بدَّ من التنبيهِ أختي الكريمةَ إلى أنَّ أبناءَ الأخِ الذينَ يرثونَ زوجكِ هم أبناءُ أخيهِ الشقيقِ، أو أبناءِ أخيهِ من أبيهِ، أمَّا إن كانُوا أبناءَ أخيهِ من أمِّه، فعليكِ العلمُ بأنَّهم ليسوا من الورثةِ؛ إذ إنَّهم من ذوي الأرحامِ لا من أولي القربى.

كذلكَ بناتُ الأخِ الإناث ليس لهنَّ نصيبٌ من تركةِ زوجك، وسواء أكنَّ بناتُ أخيهِ الشقيقِ أم بناتُ أخيه من أبيه؛ إذ إنَّهنَ لسن من أصحابِ الفروضِ ولا من العصباتِ.

وفي الختام أختي الكريم أريد تنبيهكِ على أنَّ مسائل الميراث وعمل حصر الإرثِ وتقسيمِ التركةِ هي من اختصاص المحاكمِ الشرعيةِ، ودائرة قاضي القضاةِ؛ لذلك فإنِّي أنصحكِ بمراجعةِ المحكمةِ الشرعيةِ لغاياتِ حصرِ الإرثِ، ومعرفةُ القسمة الشرعيّة المعتمدة.