كيف تؤثر الجغرافيا على اختلاف المجتمعات؟

أهلاً وسهلاً بك، تُؤثر طبيعة جغرافيا المنطقة بشكلٍ كبير على ثقافة، وخصائص، وعادات سكانها، وذلك لتأثرهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بطبيعة البيئة الاجتماعية، والطبيعية، والمناخ السائد في المنطقة المتواجدين فيها، فيتميز كل مجتمع بأسلوب معيشي معين، وبعادات، وتقاليد، وحتى أكلات، وحياة يومية مختلفة عن غيره.

يتميز مثلًا سكان المناطق السهلية بالبساطة، والبُعد عن مظاهر التعقيد، والتكافل الاجتماعي، واعتماد نظام حياة صحي؛ وذلك بسبب طبيعة المنطقة البسيطة في تضاريسها، وتوافر الأراضي الزراعية والسهلية التي تُمكنهم من ممارسة مهنة الزراعة بسهولة، والاعتماد عليها أيضًا كمصدر للحصول على الأطعمة الطازجة والصحية.

بينما نجد أهم ما يُميز سكان المناطق الصحراوية التِّرحال والتنقل؛ وذلك للبحث عن مصادر للطعام، والمياه، وعن أراضٍ مناسبة لرعاية المواشي، بسبب ما تفرضه طبيعة المنطقة بشكلٍ عام من ناحية قِلة الأمطار والمناخ الصعب إلى حدٍ ما.

نجد أيضًا أنّ صفات الشهامة، والنخوة، والكرم ظاهرة بشكلٍ كبير في المجتمعات الصحراوية، حيث أنّ طبيعة المنطقة تفرض على سكانها التعاون والتكافل لما يجدونه من صعوبات في المعيشة عمومًا؛ بسبب التِّرحال الدائم والظروف الطبيعية وغير ذلك من التحديات.

أمّا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية فنجد أكثر ما يُميزهم هو الهدوء، والعُزلة، والانضباط في التصرفات، والحكمة، فهم اختاروا هذه المناطق لدوافع قد تكون اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو دينية، أو حتى صحيّة، حيث توفر المناطق الجبلية بيئة مناسبة للاسترخاء والعيش بهدوء بعيدًا عن الأمور التي قد تُسبب الإزعاج لبعض الأفراد.