كيف تساهم الجغرافيا في تطور المجتمع؟

كنت قد قرأت سلسلة من المقالات العلمية التي تتحدث عن إسهام الجغرافيا في تطور المجتمع، وسأساعدك في معرفة أهم تلك الإسهامات، حيث تُساعدنا دراسة التضاريس مثل الجبال والسهول والهضاب والوديان والغطاء النباتي في فهم البيئة التي نعيش فيها، وهذا يمكّننا من التخطيط العمراني السليم، وتجنب الزحف على الأراضي الزراعية، وبناء المصانع والبيوت بشكل صحيح بحيث لا تؤدي للإضرار بالطبيعة من حولنا.

تُقدّم الجغرافيا فهماً علمياً عميقاً لفصول السنة، ممّا يتيح لنا معرفة أوقات زراعة النباتات والأشجار المثمرة والأزهار، حيث تمتاز منطقة حوض المتوسط على وجه الخصوص بفروق واضحة بين الفصول، يسمح بتنوع كبير في زراعة الخضروات والفواكه.

تُساعد الجغرافيا في معرفة مواقع مصادر المياه مثل العيون والأنهار والبحيرات والمياه الجوفية، ووضع الخطط المناسبة التي تضمن الاستخدام الأمثل لها في تحسين الحياة الاجتماعية، عن طريق حمايتها من التلوث بمخلفات المصانع، وإقامة مشاريع ري الأراضي الزراعية، وإنشاء السدود لتخزين المياه للاستفادة منها في الزراعة.

تُمكنّنا دراسة أحوال الطقس وما يرافقها من دراسة حركة الرياح والأمطار والعواصف على المدى الزمني البعيد من فهم المناخ لكل منطقة جغرافية حول العالم، ما يسمح بوضع الخطط المناسبة لإقامة المشاريع الزراعية والسياحية الكبرى، والتكيف مع طبيعة الجو، وإيجاد الحلول المناسبة.

تلعب الجغرافيا دوراً هاماً في معرفة النشاط الاقتصادي ومصادر الثروة الطبيعية وطرق استثمارها، وتسلط الضوء على النشاط الاجتماعي للسكان في البيئة بما يتناسب مع الثروات الطبيعية الموجودة فيها، وهو ما يسمح بإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع المختلفة، وتُسهم الجغرافيا في بناء العلاقات الدولية عن طريق التجارة العالمية، وما يترتب عليها من بناء الشبكات اللازمة لوسائل المواصلات والنقل وطرق الشحن الدولية.

تدرس الجغرافيا البشرية أشكال الحياة ومقدار تأثرها بالظواهر الطبيعية، الأمر الذي يسمح بتسليط الضوء على القضايا الاجتماعية مثل مفهوم السكان والانفجار السكاني وتلوث البيئة ومشاكل شح المياه المرتبطة بجفاف الأنهار والينابيع، إضافة لمشكلة الاحتباس الحراري التي أخذت تلقي بظلالها على حياة الناس، من خلال ارتفاع درجات الحرارة وازدياد المناطق المتصحرة.