كم عدد المعارك التي فاز بها خالد بن الوليد؟

حياك الله السائل الكريم، لقد شهد خالد بن الوليد مع المسلمين معارك كثيرة حامية الوطيس، وقال في عددها وهو ـرضي الله عنه- في فراش الموت: "لقد شهدتُّ مئة معركة أو زهاءها، وما في جسدي شبرٌ إلّا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم أو طعنةٌ برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير، ألّا فلا نامت أعين الجبناء".

ومنها غزوة مؤتة، وفتح مكة في العهد النبوي، وبعدها معارك حروب الردّة، وفتح العراق، والشام، واليرموك، واليمامة، والولجة، وهو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، الفارس المغوار والمقاتل الباسل المعروف، فقد شبَّ صحيحاً في جو الصحراء.

وتعلّم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، غيرَ أنه أظهر نبوغاً ومهارةً في الفروسية منذ وقتٍ مبكرٍ من عمره، وشارك قبل إسلامه في غزوة أحد ولعب دوراً حيوياً في انتصار قريش على قوات المسلمين، وكان ضمن صفوف الأحزاب في معركة الخندق.

وقد وقع الإسلام في قلب خالد بن الوليد بعد صلح الحديبية، وفي ذلك يقول مما نقله ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: "لمّا أراد الله بي ما أراد من الخير قذف في قلبي الإسلام وحضرني رشدي، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد، فليس في موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى في نفسي أنِّي موضع في غير شيء، وأن محمداً سيظهر".

وأسلم هو وعثمان بن طلحة، وعمرو بن العاص في وقتٍ واحدٍ، ولم يذكر التاريخ هزيمةً قطّ لهذا الصحابي المغوار شديد البأس، الذي أطلق عليه النبي ـصلى الله عليه وسلم- لقب "سيف الله المسلول".

وقد كان سيفاً باتِراً لعدو الله، ومثالاً يُحتذى به في الشجاعة والدفاع عن الإسلام بكل ما أوتي من قوةٍ وعزيمةٍ وإصرار، ولا عجب في ذلك، فقد كان هذا النهج هو نهج الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، وألحقنا برَكبهم، وجمعنا معهم في عليين مع الأنبياء والشهداء والصدّيقين والصالحين.