أين يوجد المسجد الإبراهيمي الشريف؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نعم صحيح، تُشير الروايات التاريخية إلى استقرار سيدنا إبراهيم وذريته في فلسطين، وبالتّحديد في مدينة الخَليل، والتي سُمّيت بخليل الرحمن؛ نسبةً للقب إبراهيم -عليه السلام- الخليل، وقد كانت تُسمّى سابقًا بهيبرون أو قرية حبرون، ومنه اسمها بالإنجليزية (Hebron).

وتذكر الرّوايات أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان قد اشترى مغارةَ المكفيلا في مدينة الخليل، وأقام فيها مع زوجته السيدة سارة، وهناك تربّى سيدنا إسحاق -عليه السلام-، وهو الموقع الذي أُقيم عليه لاحقًا المسجد الإبراهيمي.

حيث تمّ بناء المسجد الإبراهيمي في وسط مدينة الخليل، وهو عبارة عن سور ضخم مستطيل الشكل، يلفّ أرضاً تتجاوز مساحتها الألفي متر مربع، ويُقال إنّه مبني منذ العهد الأخير قبل الميلاد، وداخل هذا السور اليوم مَبنى المسجد المُقام فوق مغارة المكفيلا، والعديد من الآثار.

كما أنّه بمثابة مقام يحوي عدّة مقامات بارزة؛ وهي قبر سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وزوجته السيدة سارة، وابنه إسحاق -عليه السلام-، وزوجته السيدة رفقة، وجمعٌ من ذريتهم، وتُشير الروايات التاريخية إلى أنّهم دُفنوا في هذه المغارة.

ويتضمّن بناء المسجد الإبراهيمي الشريف تَكيّة إبراهيم -عليه السلام-، وهي تكية خيرية تُقدم بشكل يوميّ حساءً مطبوخًا من القمح بمرق الدجاج أو اللحم، ويُضاف له السكر، ويُذكر أنه لم يُعرف زمن انقطع فيه تقديم التكية لهذا الحساء، وهو يُقدّم للفقراء بالدرجة الأولى، وللزوّار أيضًا، وتمويل هذه التكية قائم على التبرّعات السخية التي يقدمها أهل الخليل وغيرهم.

ويشتهر المسجد الإبراهيمي بين الناس وفي الإعلام باسم الحرم الإبراهيمي، ومن الجدير بالذكر أنّ الاحتلال الإسرائيليّ قام بالاستيلاء على جزء من المسجد الإبراهيمي، ومنع المسلمين من الدخول لهذا القسم، بالإضافة إلى تقييد إقامة رفع الأذان فيه، ووضع حواجز تفتيش؛ للدخول إليه بعدّة قيود.