أين ظهرت الفلسفة الإسلامية؟

حياك الله السائل الكريم، من خلال استقراء التاريخ الإسلامي؛ خاصة تاريخ التراث الفكري الإسلامي، نجد أنّ الفلسفة بمعنى العلم المكتوب، قد ظهرت في العالم الإسلامي وتطورت من خلال المرور بأطوار ثلاثة، وذلك فيما يأتي:

1. الطور الأول

ويمتد من خلافة المنصور الممتدة بين 136هـ/ 745م- 158هـ/ 775م، حتى نهاية خلافة الرشيد الممتدة بين 170هـ/ 786م- 193هـ/ 809م، وقد تُرجِمت في هذ الطور بعض الكتب في الفلك والطب، ونقل حبيب بن بهريز بعض كتب الفلسفة والمنطق بأمر الخليفة المهدي.

1. الطور الثاني

ويمتد من بداية حكم المأمون 198هـ/ 813م- 218 هـ/ 833م، حتى نهاية حكم المتوكل 232هـ/ 847م- 247هـ/ 861م، وهو طور ازدهار حركة النقل من اليونانية إلى العربية، فقد أصبح للترجمة في هذا الطور مؤسسة خاصة بها هي بيت الحكمة، وعيّن فيها مترجمون، ولم تقتصر الترجمة عليهم، بل قام عدد من الأمراء والأغنياء من محبي العلم بالإسهام في هذه الحركة العلمية.

1. الطور الثالث

بدأ بعد حكم المتوكل تقريباً واستمر قرابة نصف قرن، وفي هذا الطور أعيدت ترجمة بعض الكتب التي سبقت ترجمتها لتحسينها والزيادة عليها، وذلك بالرجوع إمّا إلى ترجمات سريانية جديدة لها، وإمّا إلى أصولها اليونانية.

وعندما فتح المسلمون بلاد فارس، والعراق، ومصر؛ أصبحت هذه البلاد جزءاً من المجتمع الإسلامي؛ بسبب انتشار الإسلام السريع بين أهلها، وكانت هذه البلاد مراكز علمية لحضارات قديمة تقوم بتعليم علومها.

وأبرزها مدرسة الإسكندرية التي ورّثت علم المدارس اليونانية القديمة، وكذلك مدارس أنطاكية وحرّان، وقنسرين في سوريا، ونصيّبين ورأس العين في شمال العراق، فكان لا بد أن تتسرب إلى المجتمع الإسلامي بعض الآراء والأفكار حول الديانات والمعتقدات القديمة لأهل هذه البلاد. 

والخلاصة أن الفلسفة لم تظهر في فترةٍ واحدةٍ، وإنما نشأ الفكر الفلسفي وتطوّر على فتراتٍ متفرقةٍ، وهناك تفصيل مهم أنصحك بالرجوع إليه في كتاب الدكتور عزمي طه السيد، "الوجه الآخر للفلسفة"، فصل الفلسفة الإسلامية، صفحة 248.