أسمع بعض العلماء يتحدثون عن أن الفلسفة الإسلامية من بدع العصور المتأخرة، وأنها لم تكن في زمن الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذا صحيح؟ وكيف ظهرت الفلسفة الإسلامية؟
0
أسمع بعض العلماء يتحدثون عن أن الفلسفة الإسلامية من بدع العصور المتأخرة، وأنها لم تكن في زمن الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم، فهل هذا صحيح؟ وكيف ظهرت الفلسفة الإسلامية؟
0
0
أهلاً ومرحباً السائل الكريم، من خلال استقراء التاريخ الإسلامي، خاصة تاريخ التراث الفكري الإسلامي، نجد أنّ الفلسفة بمعنى العلم المكتوب، وقد انتقلت إلى العالم الإسلامي بأشكالٍ مختلفة، يمكن تلخيصها في ثلاث مراحل؛ كالآتي:
وهو بسبب توسّع دولة الإسلام، ودخول عدد من أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى الذين كان لهم اهتمامات فكرية فلسفية فانتقلت معهم، فما خالف في الفلسفة عقيدتهم الإسلامية تركوه، وما كان فيه مجال للرأي والبحث حافظوا عليه ونقلوه إلى المسلمين وعلومهم.
وهو ما حدث بسبب ظهور حركة الترجمة التي أصبحت حركة نشطة ومنظمة بعد أن قامت الدولة الإسلامية في العصر العباسي برعايتها، وأنشأت مؤسسة خاصة هي "بيت الحكمة" لترجمة كتب التراث الفكري اليوناني إلى العربية، عُيِّن فيها المترجمون، وأُجرِيَت للعاملين فيها رواتب سخيّة.
وفي هذه المرحلة ظهرت جهود فلاسفة المسلمين، وأصبح لهم آراء خاصة في القضايا الفلسفية الكبرى، في الإنسان والكون، أبرزهم: الكندي، والفارابي، وابن سينا.
ختاماً، إنّ الفلسفة من بدع العصور المتأخرة وأنّها لم تكن في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، يحتاج إلى توضيح؛ فإذا كانت غاية القائل الاستدلال على حرمة الفلسفة ودراستها، فهو استدلال خاطئ، لوجود الكثير من العلوم المكتوبة لم توجد في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، ولم يقل أحد بحرمتها.
والأصل في العلوم الدنيوية أنها علوم بشرية: كالنحو، والرياضيات، والكيمياء، وغيرها، وهي علوم فيها ما في الطبيعة البشرية من صفات النقص، بالتالي يختلط فيها الخطأ والصواب، وهذا لا يعني التوقف عن دراسة العلوم خشية الوقوع في الخطأ، طالما أنّها لا تخالف نصاً صريحاً من القرآن والسنة، والله أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.