قرأت في عدة كتب عن أن العالم الإسلامي حُكم من قبل العديد من الدول؛ مثل الدولة الأموية والعباسية والعثمانية، بالإضافة إلى فترة الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، لذا انتابني الفضول أن أعرف ما هي أطول فترة حكم في التاريخ الإسلامي؟
0
قرأت في عدة كتب عن أن العالم الإسلامي حُكم من قبل العديد من الدول؛ مثل الدولة الأموية والعباسية والعثمانية، بالإضافة إلى فترة الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، لذا انتابني الفضول أن أعرف ما هي أطول فترة حكم في التاريخ الإسلامي؟
0
0
حياكم الله، من الناحية النظريّة والتاريخيّة المجردة، تعدّ الدولة العباسية صاحبة أطول مُدة حكم كمسمى دولة خلافة تجمع المسلمين ويحكم الأمراء باسمها، فالخلافة العباسية بدأت عام 132هـ بعد انتهاء حكم الأمويين، واستمرّت شكلياً حتى تنازل آخر الخلفاء العباسيين الذي كان في مصر تحت حكام المماليك للسلطان العثماني عام 923هـ، وبناءً عليه فإن مجموع حكم الدولة العباسية نظرياً هو ثمانية قرون.
وهذا من الناحية النظريّة الشكليّة؛ لأنّ الدولة العباسية تراوح وضعها قوةً وضعفاً، حيث بدأت قوية في عهد خليفتها الأول أبو العباس السفاح عام 132هـ واستمرت في الصعود والقوة حتى بلغت أوْج قوتها في عهد الخليفة هارون الرشيد، الذي كان يقول للسحابة: "أمطري حيث شئت فإنّ خراجك سيأتيني".
ثم في عهد الخليفة المتوكل بدأت مرحلة الضعف في الدولة العباسية، بعد ازدياد نفوذ القادة الأتراك، حتّى تآمروا على قتل الخليفة نفسه مع ابنه فقتلوه عام 247 هـ، وبذلك بدأ القلق داخل الدولة العباسية، واستمرّ الضعف حتى ظهرت دول وإمارات كثيرة في أطراف الدولة العباسية، بعضها استقلّ عنها عملياً ونظرياً، وبعضها كان مستقلاً عنها عملياً وإن كان يحكم باسمها ويخطب لها نظرياً.
وقد بلغ الضعف بالدولة العباسية في بعض المراحل أنها فقدت السيطرة على بغداد نفسها، وذلك حين احتلها البويهيون الشيعة وإن كانوا أبقوا الخليفة العباسي كاسم يحكمون باسمه ولكنّه لم يكن له من الأمر شيءٌ في الواقع، ثم استردت الدولة العباسية بعضاً من قوتها في عهد السلاجقة الأتراك الذين قضوا على البويهيين وأعادوا للخلافة اعتبارها نوعاً ما، وإن كان الحلّ والعقد في الواقع للسلاجقة.
إلّا أنّ الضعف اشتدّ حتى عهد الخليفة المستعصم بالله، الذي استوزر ابن العلقمي الذي كان خائناً، حيث خاطب التتار وشجعهم وساعدهم على احتلال بغداد، عام 656 هـ؛ حيث داهم التتار بغداد، وقضوا على الخلافة العباسية فيها وقتلوا الخليفة وأهل بيته.
واستطاع الأمير المستنصر بالله الثاني الهرب من بغداد، حتى وصل مصر التي كان يحكمها المماليك بعد انتصارهم على التتار في معركة عين جالوت المشهورة، وكان سلطان المماليك وقت وصول الأمير المستنصر بالله الثاني هو، الظاهر بيبرس.
وأثبت هذا المستنصر بالله الثاني نسبه إلى العباسيين، فقبله الظاهر بيبرس وبايعه بالخلافة عام 659 هـ، وصار المماليك يحكمون مصر وما حولها من البلاد التي تحت سلطانهم باسم الخلافة العباسية؛ وذلك حتى ينالوا شرعية أمام عامة المسلمين؛ لأنّ المماليك لم يكونوا عرباً أصلاً والأصل أن يكون الخليفة من قريش كما جاء في النصوص الشرعية.
ولكن الخليفة العباسي لم يكن له من الخلافة سوى اسمها أما الحكم الحقيقي فهو للسلطان والأمير المملوكي، وقد استمر المماليك على هذا الحال حتى وقعت الحرب بينهم وبين العثمانيين، وانتصر عليهم العثمانيين في زمن السطان العثماني سليم الأول، الذي هزم المماليك في معركة مرج دابق ثم في معركة الريدانية، فدخل القاهرة وقام بأَسرِ آخر الخلفاء العباسيين وهو محمد المتوكل على الله الثالث.
وأخذه إلى عاصمة العثمانيين في اسطنبول، وبقي المتوكل على الله الثالث في استنبول حتّى وفاته، حيث تنازل قبل وفاته وأوصى أن تؤول الخلافة إلى العثمانيين، الذين كان سطانهم يتسمى باسم السلطان، وعندما توفّى المتوكل على الله، آلت الخلافة بشكل رسمي إلى العثمانيين، وصار سلطانهم يُسمّى باسم خليفة المسلمين.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.