هل يمكن ذكر نبذة عن الدولة الفاطمية في مصر؟

حياك الله السائل الكريم، فيما يلي أبرز ما يمكن كتابته حول نبذة عن الدولة الفاطمية في مصر:

1. محاولات الاستيلاء على مصر

كانت أنظار ملوك الدولة العبيدية الفاطمية في المغرب العربي تتوجه دائماً للاستيلاء على مصر وذلك لمدّ نفوذهم من غرب العالم الإسلامي إلى شرقه، ومصر هي المركز في العالم الإسلامي سعياً منهم لنشر مذهبهم والقضاء على الخلافة العباسية.

وكانت لديهم عدّة محاولات لاحتلال مصر كان منها هجمات مؤسس الدولة العبيدية عبيد الله المهدي وتصدّت له مصر بقيادة مؤنس الخادم ومحمد الإخشيدي، ثم هلك عبيد الله عام 322 هـ بعد أن مدّ بساطه على منطقة برقة وطرابلس وصقلية و سلجماسة والمغرب العربي وغيرها.

1. عهد المعز الفاطمي

قد امتد نفوذ الدولة الفاطمية على غالب شمال إفريقيا حتى بلغ حدود مصر، وحفر الآبار على طول طريق السير للجيش، واغتنم المعز الفاطمي وفاة كافور الإخشيدي وكانت مصر في قحط شديد؛ فعيّن جوهر الصقلي قائداً لجيوشه كلها التي تزيد عن المئة ألف وزحف إلى مصر وتمكن من دخولها في جمادى الآخرة سنة 358 هـ.

وبنى الأزهر الشريف سنة 361 هـ لينشر من خلاله مذهبه في التشيع في مصر، والبلاد، والعباد، وبقي جوهر يمهّد لولي أمره المعزّ الأمر في مصر لمدة أربع سنوات، فانطلق المعز العبيدي بجيوشه وأهله وأمواله وانتقل انتقالاً كاملاً ليستقر في مصر، بعد أن استولى على الإسكندرية التي استقبله منها الزعماء والكبراء والقادة.

وقال الذهبي في ترجمته للمعز الفاطمي ما ملخصه: قويت شوكته في مصر والشام والحجاز والغرب، وأُعلن الأذان بالشام ومصر بحيّ على خير العمل، وعلى العُملة كتب "لا إله إلا الله محمد رسول علي خير الوصيين".

ويذكر الدكتور مصطفى الشكعة ما ملخصه: إن المصريين لم يستسلموا وقاوموا المعز الذي كان يحاول استمالة الناس بالذهب والسيف، كما اعتُرض عليه عندما ولّى على الشام رجلاً يهودياً اسمه "منشا"، وعلى مصر رجلاً نصرانياً اسمه "عيسى بن نسطورس"، "إسلام بلا مذاهب"، كما سأل أحد العلماء عن نسبه مباشرة فأجابهم بالسيف والذهب.

1. إنجازات الفاطميون في مصر

وذكر أهل السير عن بعض ما عمل الفاطميون العبيديون في مصر عموماً من بناء الجامع الأزهر، وصناعة شمسية من حرير مرصّعة معلق فيها اثنا عشر هلالاً، وغير ذلك من الزخارف لتُرسَل إلى الكعبة المشرفة.

وذكروا أن بعض خلفاء الفاطميين في مصر كان فيهم خيرٌ وصلاح وشجاعة ومحاولة استمالة الناس، وكانت من بعضهم محاولة لفتح بعض البلاد الإفرنجية، ثم لم تَزَل دولتهم في مصر في ضعف مرة بعد مرة.

1. انتهاء الدولة الفاطمية

في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي سيطر الوزراء وقادة الجيش على الحكم، واغتيل بعض الخلفاء حتى احتلت الإفرنج بعضاً من بلاد مصر، فاضطر للاستعانة بأسد الدين شيركوه وصلاح الدين الأيوبي، ولم يَزَل صلاح الدين يقضم من نفوذ العاضد حتى قضى على دولتهم، ورُفعت عن أهلها المظالم، وأُلغِيَت الضرائب عن الناس، وارتفع لواء الحق والدين.