هل يغضب المسحور عندما يسمع القرآن الكريم ويكره سماعه؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا شك أنّ للسحر تأثيراً على المسحور، وقد يكون من علامات ذلك نفوره عند سماعه للقرآن الكريم، وقد يحدث أنْ يشعر المسحور بالضيق، وقد يصل به الحال إلى البكاء عند سماع الراقي الشرعي، ومن الممكن أنْ يحدث ذلك إذا كان السّحر موجّهاً نحو نفوره من سماع القرآن الكريم والذّكر تحديداً.

وينصحُ بعض أهل الرّقية في مثل هذه الحالة -أقصد حالة النفور والضيق التي ترافق قراءة القرآن أثناء الرّقية- أنْ تقرأ الرّقية على المسحور أو المعيون قراءة غير مسموعة للمسحور أو المعيون حتى لا يسمعها وينفر منها، والله تعالى أعلم.

والسحر لغةً: هو كل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع.

أمّا اصطلاحاً: هو المخادعة والتخييل، أو عزائم ورقى، وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه.

وقد ورد بياناً مفصلاً في كتاب الله -تعالى- عن أحوال السحر، وحكم تعليمه للنّاس، وحكم من أراد تعلّمه، وأنّ السحرة لهم الوعيد في الآخرة؛ قال -تعالى-: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) "البقرة: 102".