السلام عليكم ورحمة الله بعد إذنكم عندي سؤال متعلق بالدعاء على الآخرين، متى يكون جائزاً ومتى يكون محرماً؟ وهل هناك حالات يجوز فيها للشخص الدعاء على الآخر؟ مثلاً في حالة الظلم، هل يجوز للمظلوم الدعاء على من ظلمه؟
0
السلام عليكم ورحمة الله بعد إذنكم عندي سؤال متعلق بالدعاء على الآخرين، متى يكون جائزاً ومتى يكون محرماً؟ وهل هناك حالات يجوز فيها للشخص الدعاء على الآخر؟ مثلاً في حالة الظلم، هل يجوز للمظلوم الدعاء على من ظلمه؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، باركَ الله فيك على هذا السؤال، وللعلم فإنَّ الدعاء على الآخرين بالهلاكِ أو السوء من غير دليل ومبرّر شرعي غير جائزٍ في الشريعةِ الإسلاميةِ، ولكن المسألة فيها تفصيل، لذا من المناسب أن نذكر الآتي:
ويدلُّ على جواز الدعاء على الظالم، أنَّ دعوة المظلومِ مستجابة وإن كانت من كافر، ودليل ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في كتابه الصحيح عن الصحابيِّ الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ).
وإنِّي أنصحُ المظلومَ بعدمِ الدعاء على من ظلمه بالسوء أو بالمكروه، وأن يكتفي بالإكثار من قول: حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمني؛ لما في هذا الدعاء من تفويضِ أمرِ المظلومِ لله -عزَّ وجلَّ- أو أن يدعوا على من ظلمه بما دعا به نبيَّ الله نوح -عليه السلام- الوارد في قول الله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)،(القمر: 10) فيطلب المظلوم من ربِّه أن ينصره على من ظلمه، بالطريقةِ التي يشاءها ربُّ العزة.
والمسلمَ المظلوم إن استطاع أن يتجاوز عن الظلم الذي وقع عليه، وأن يصبر على أخيه المسلم الذي قام بظلمه، فإنَّ ذلك يكون خيرٌ له، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ)، (النحل: 126).
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.