حياك الله أختي السائلة، يعد الزنا من كبائر الذنوب التي توجب التوبة والاستغفار؛ لما له من آثار على سيئة على الفرد وعلى المجتمع، قال -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا). "الإسراء: 32"
كما يجوز للزاني الزواج من المزني بها؛ فقد ذهب جهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية إلى إباحة الزواج بالزاني أو الزانية، إذ لا يعدّ عدم ارتكابهما للزنا شرطاً من شروط صحة الزواج، فتلك معصية كبيرة يحاسب عليها العبد بين يدي الله -عز وجل-، ولكن ذلك لا يحرم زواج الزاني أو الزانية، سواء من الزاني أو من غيره.
وقد فتح الله باب التوبة لعباده من أي معصية من المعاصي مهما عظمت؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما ينقله عن ربه:
(يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً). "أخرجه الترمذي، صحيح"
وعليه، فيندب لمن وقع في الزنا التوبة إلى الله -تعالى-، وأن يستر على نفسه، ورحمة الله -تعالى واسعة، حتى إنه يُبدل سيئات من تاب وعمل صالحاً إلى حسنات، قال -تعالى-: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا* وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا). "الفرقان: 71-72"