هل يبدأ الشهر الهجري بمجرد رؤية الهلال؟

أهلا بك سائلتنا الكريمة، مسألة إثبات الشهر القمري ترجح بين الحساب والتقدير، وإثبات الشهر بالحساب هو الأصل الذي لم يكن متيسراً في الزمن الأول، والوسيلة التي كانت متيسرة هي الرؤية إن كان الجو صحواً، وإلّا انتقلوا إلى تقدير الشهر ثلاثين يوماً.

وأنّه لا بدّ لنا في عصرنا من الرجوع إلى الأصل؛ لأنّه أصبح متيسّراً وقطعياً في نفي الشهر وإثباته كذلك، ولا فرق بينهما شرعياً ولا علمياً، فلا بدّ من ضرورة اعتماد الحساب، مع اعتبار اختلاف المطالع، وهو إنّ ثبت الهلال في بلد فقد ثبت في كل البلدان الواقعة على خطِّ الطول نفسه، وبذلك يدخل الشهر في كلِّ البلدان في يومٍ واحدٍ.

ونهاية وبداية الشهر الهجري تكون بناءً على رؤية الهلال، وهذا يجعل عدد أيام الأشهر الهجرية غير مُحدّدة، وبناءً عليه تكون عدد أيام الشهر الهجري ما بين تسع وعشرين وثلاثين يوماً.

وإليكِ عدداً من الأمور يجب توضيحها، وذلك فيما يأتي:

1. الشرع الإسلامي لم ينهِ المسألة في اعتماد التقدير والحساب في إثبات الشهر، بل جعل ذلك هو الأصل.
2. رؤية الهلال هي وسيلة من الوسائل لإثبات الشهر وليست غاية.
3. الحساب ليس من علم التنجيم الذي نهى عنه الإسلام.
4. كان الحساب ظنياً في الزمن الماضي، ولكنّه أصبح قطعياً في هذا الزمان بسب التطور الكبير في علم الفلك.
5. لا تتعارض الرؤية مع الحساب، وربما تعارضت شهادة بعض الرائين مع الحساب القطعي.
6. لا تقبل الشهادة بالمستحيل، ولا بدّ بأن يكون الشاهد عدلاً ضابطاً.
7. الراجح شرعاً هو اعتبار اختلاف المطالع، وأنّ اليوم والشهر تختلف بدايته شرعياً عن بدايته جغرافياً من حيث الزمان والمكان.
8. الرؤية يعتد بها في مكان رؤية ما يقع على خط الطول نفسه، وبهذا يبدأ المسملون الشهر في كل الكرة الأرضية في يومٍ واحدٍ بالمعنى الشرعي.
9. بناءً على ما سبق؛ فإنّ نهاية وبداية الشهر الهجري تبنى على رؤية الهلال.