لي صديق أسلم حديثًا، وأريد أن أعطيه أمثلة ونماذج على الوسطية في الإسلام من سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- والصحابة.
0
لي صديق أسلم حديثًا، وأريد أن أعطيه أمثلة ونماذج على الوسطية في الإسلام من سيرة النبي-صلى الله عليه وسلم- والصحابة.
0
0
نعم عزيزي السائل، يوجد العديد من النماذج عن الوسطية في الإسلام من سيرة حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة الكرام، والتي يمكنك الاستشهاد بها لتساعد صديقك، أذكر لك منها ما يأتي:
بُعث سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- ليُسهِّل للناس أمور عيشهم ويدلّهم على طريق الخير دون إجبار أو تهديد؛ ومن ذلك ما جاء في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: "إن الله لم يبعثني معنتًا، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا".
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال أنّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال: "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا"، فالحديثان يوضحان الوسطية والتيسير في حياة الرسول الكريم، وكيفية الدعوة إلى الله بمنهج معتدل، إضافة لنهيه عن التعنت والتّزمّت والتنفير في الدعوة إلى الله وتعليم الدين.
واجه عمار بن ياسر أذى شديدًا من المشركين بعد إسلامه مع عائلته، ولم يقتصروا على تعذيبه الجسدي بل تعدوه إلى الأذى النفسي؛ فعذبوا والديه أمامه ثم قتلوهما بوحشية، وقال لهم ما يريدونه مُكرهًا، فقيل يا رسول الله: إنّ عمارًا كفر، فقال الرسول الكريم: "كلا إنّ عمارًا مليء بالإيمان من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه" فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله يمسح عينيه ويقول: "ما لك إن عادوا لك فعد لهم".
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف، فبلغ ذلك معاذًا فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنّا قوم نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذًا صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوّزت فزعم أني منافق، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معاذ أفتّان أنت؟ - قالها ثلاثاً -، فلولا صليت بسبح اسم ربك، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى، فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة".
فالوسطية عزيزي السائل تعني التوازن والسمو والاعتدال والرِفعة، وهي تقع بين صفتين ذميمتين هما التفريط والإفراط، والتقصير والغلو.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.