هل هناك مثال على عقد بيع السلم بين طرفين؟

حيّاكم الله السائل الكريم، وأعانكم على تربية أولادكم، بدايةً يُعرف بيع السَّلَم عند الفقهاء بأنّه بيع شيء موصوف بالذمّة بثمنٍ مُعجَّل، أو بعبارةٍ أوضح: هو تعجيل الثمن وتأجيل المَبيع، فعقد السلم يعتبر مُعاكساً لبيع التقسيط الذي يتعجّل فيه المَبيع ويتأخّر دفع الثمن. وعقد السلم له أمثلة كثيرة في تعاملات النّاس المالية، ويمكن أن نذكر بعض الأمثلة على عقد السَّلَم من واقعنا المعاصر ومنها ما يأتي:

1. استيراد البضائع من الخارج

يقوم التاجر باستيراد كميةٍ معلومةٍ من بضاعة من المُصدِّر، بعد أن يتّفقا على مُواصفاتها وثمنها، ويقوم التاجر بدفع الثمن فوراً، على أن يقوم المُصدِّر بتسليم البضاعة في تاريخ معين، وهذا يُعتبر عقد سَلَم؛ لأنّ التاجر اشترى سلعة موصوفةً بثمن مُعجَّل.

1. عقد التوريد

تقوم بعض المؤسّسات الحكومية أو الخاصة بالاتفاق مع أحد المُورِّدين على شراء أجهزة حاسوب بمواصفات مُحدّدة، ويتمّ تحديد سعر هذه الأجهزة والاتفاق على تاريخ التسليم.

وتقوم المؤسسة بدفع ثمن هذه الأجهزة فوراً عند العقد، وعند تاريخ التسليم المُتّفق عليها يُسلم المورِّد الأجهزةَ المطلوبة للمُؤسسة، وعقد التوريد له صور أخرى لا علاقة لها بعقد السَّلم، ولكن هذه الصورة التي يتم تعجيل الثمن فيها وتأجيل تسليم المَبيع تُعتبر من عقد السَّلَم.

1. التجارة الالكترونية

يقوم المشتري بدخول مَتجر على الانترنت، ويختار بضاعةً موجودة على الموقع، ويقوم بدفع الثمن عن طريق بطاقة الائتمان أو موقع (إيباي)، وعند إتمام الشراء يقوم المتجر الالكتروني بشحن البضاعة إلى موقع المشتري، وهذا يُعتبر عقد سَلَم؛ لأنّ المشتري اشترى سلعة موصوفة بثمن مُعجَّل.

1. تمويل النشاطات الزراعية

يتعامل المَصرف الإسلامي مع المُزارعين الذين يتوقّعوا أن توجد لديهم السلعة في موسمٍ معيّن من مَحاصيلهم، ولكنّهم يحتاجون إلى تمويل إنتاجهم ونشاطهم الزراعي، فَيُقَدِّمُ لهم المَصرِف تمويلاً عن طريق عقد السَّلَم.

والمقصود بذلك أنّ المَصْرِف يشتري المحاصيل الزراعية سلفاً -بعد تحديد نوع المحاصيل ومواصفاتها والكمية-، ويُقدّم لهم ثمن هذه المحاصيل مُعجَّلاً؛ وبذلك يدفع المَصرف عن المُزراعين مَشقّة العجز المالي عن تحقيق إنتاجهم.