هل هناك دعاء لتعجيل الزواج من ابن جاري؟

أهلاً بك أختي السائلة، أسأل الله أن يلهمك الصواب والسداد.

بدايةً ليس هناك دعاء مخصص لتحقيق ما ترغبين به من الزواج بشخصٍ معين، ولكن هناك ما هو خيرٌ من ذلك وهو: التوجه بالدعاء لله -تعالى- أن يختار لكِ ما فيه الخير لدينكِ ودنياكِ، وهو دعاء الاستخارة.

ففي دعاء الاستخارة يفوض العبد فيه أمره إلى الله، ويسأله أن ييسر له ما هو خير له، ويصرف عنه ما هو شر له، وهو خيرٌ لكِ من دعائكِ بتحقيق رغبتك، فكم من الأمور التي رغب الواحد منا حصولها، وظنّ أنّ فيها خيراً له، وتحصيلاً لمصلحته، وهي في الواقع عكس ذلك.

قال الله -تعالى-: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، "البقرة: 216"، وقال -تعالى-: (وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالخَيرِ وَكانَ الإِنسانُ عَجولًا). "الإسراء:11"

لذلك ننصحكِ أختي السائلة بدعاء الاستخارة، وهو كما جاء في الحديث عن جابر -رضي الله عنه- قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: (إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي - أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: "وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ"). حديث صحيح، أخرجه البخاري.

حياكِ الله أختنا الكريمة، نسأل الله أن يرزقكم العفاف ويمنّ عليكم بالزوجِ الصالح، بدايةً ليس هناك أدعيةٌ مخصّصة على وجه التحديد للزواج من الرجل الذي تتمنين، وإنما توجد أدعية من الكتاب والسنة المطهرة لقضاء الحوائج، وقبل أن أعرضها عليك، لابد أن أشير إلى معنى العفّة، هي خُلق إيماني رفيع، ومعناها تنزيه النفس وضبطها عن الإنسياق وراء الشهوات والكفّ عن المحرمات.

ولنا في قصة نبينا موسى -عليه السلام- مع الفتاتين عبرة، قال الله- تعالى-: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) "سورة القصص: 24"، ومن ثم وصف لنا القرآن شدّة حياء هذه الفتاة، قال -تعالى-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) "سورة القصص: 25".

وأمّا بالنسبة للأدعية التي نحسن الظّن بالله أنها نافعة في قضاء الحوائج فكثيرة، ومنها ما يأتي:

1. قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا). "الكهف: 10"
2. قال الله -تعالى-: (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). "غافر: 44"
3. قال الله -تعالى-: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). "سورة الفرقان:74"
4. (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ). "أخرجه مسلم"
5. الاجتهاد بالدعاء في السجود في صلاة القيام في الثلث الأخير من الليل.

يؤكد هذا ما صحّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال: (أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ)، "أخرجه مسلم" وفي الصحيح أيضاً: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ). "أخرجه البخاري"

1. اللهم إن كنت تعلم أنّ زواجي من ابن جاري خير لي في ديني ودنياي فيسّره وعجّله يا رب العالمين.
2. اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من ابن جاري شر لي في ديني ودنياي فاصرفه عنّي، ورضّني بما تقدّره لي يا أرحم الراحمين.
3. اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبك عمّن سواك يا أكرم الأكرمين.
4. اللهم يا وليّ الأمر والتدبير دبّر لي فإني لا أحسن التدبير.

وختاماً، ارضِ بما قسمه الله لكِ، وكوني على يقينٍ كامل بأنّ الله لن يختار لك إلّا خيراً؛ لأنّه وحده من يعلم بالسرائر، ونذكرك بصلاة الاستخارة، فاستخيري الله بدايةً، حتى يُلهمك الخيرفي اختيارك للزواج من ابن جارك، واستشيري من تثقين بعلمه وأمانته، وأكثري من الاستغفار والدعاء، فإنّ القدر لا يرده إلا الدعاء، والله تعالى أعلم.