ما هو أسرع دعاء على الظالم مجرب؟

أسأل الله تعالى أن يعوضك خيرًا مما فقدت، واعلم أن حق المظلوم لا يضيع فالله -تعالى- حسبه ووكيله، واعلم أن للمظلوم دعوة لا ترد، ولك أن تدعو بما تشعر به باللغة التي تريد، فالعبرة أن تدعو وانت توقن يقينًا كاملًا بأن الله سيجيب دعوتك.

وسأذكر لك فيما يأتي بعض الأدعية التي يمكنك الدعاء بها على من ظلمك:

1. (حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ)، أخرجه شعيب الأرناؤوط في تخريج زاد المعاد، وإسناده صحيح.
2. اللهم إني وكلتك أمري كله جله ودقه فكن لي خير وكيل، ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير.
3. اللهم من أراد بي شرًّا وكيدًا فردَّ كيده إلى نحره يا رب العالمين.
4. الله إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت، أن تأخذ حقي ممن ظلمني وأن تنصرني على من عاداني.
5. اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك، أن ترفع الظلم عني، ويسِّر لي الخير وسخِّر لي عبادك الصالحين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا شك أخي السائل أن الظلم له وقعه الشديد على النفس، لا سيما هضم حقوق الناس والعمال البسطاء في كدِّهم وعرق جبينهم، وقد حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك أشد التحذير، فمن أكل حقَّ أجيره فقد جعلَ اللهَ خصماً له يوم القيامة.

وجاء ذلك بنص الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -تعالى-: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل ‌استأجر ‌أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره) حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه.

ولا ريب أيضاً أن من حقِّك الدعاء على من ظلمك، وأن دعوتك العادلة تُفتح لها أبوابُ السماء، فقد روى ‌أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا ‌ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة ‌المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين). أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن.

1. ما رواه خالد بن الوليد -رضي الله عنه- قال: قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- (ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت، قال: قل: اللهم رب السموات السبع وما أظلَّت، ورب الأرضين السبع وما أقلَّت، ورب الشياطين وما أضلَّت، كن جاري من شر خلقك جميعاً، أن يَفرُطَ عليَّ أحدٌ منهم أو يطغى، عزَّ جارك وتبارك اسمك) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال عنه: مرسل رجاله رجال الصحيح.
2. أكثر من تكرار ذكر كنز الجنة: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وما يفتح الله به عليك من الأدعية التي يتبرأ فيها العبد من حوله وقوته، ويلجأ فيها إلى حول الله وقوته ونصرته.
3. اللهمّ أنت حسبي ونعم الوكيل، فردّ إليّ حقّي وتعبي.
4. اللهم ارفع عنّي الظلم، وردّ إليّ حقّي ممّن ظلمني.

وإن استطعت أن تنبه صاحب العمل على خطورة تصرفه، وعاقبة ظلمه، فلا بدَّ من سلوك هذا الطريق بكافة الوسائل الممكنة، وإدخال الوساطات فيما بينكم من أهل الجاه والدِّين الذين يخوفونه بالله -تعالى-، فإن أصرَّ على منعك حقك فقد ورد في السنة المطهرة أحاديث عديدة، يستجير بها المسلم من ظلم الظالمين، منها ما ذكرناه لك سابقاً.

والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين