حياك الله أخي الكريم، ونسأل الله -تعالى- أن يتغمد والدتك بواسع رحمته ومغفرته، فإنَّ الأصل في طبيعة البشر التي خلقهم الله -سبحانه- عليها أنهم إذا اقترب أجل أحدهم فإن لموته علامات، منها شخوص بصره، وارتخاء أطرافه وبرودتها، وبعد دفنه يتحلل جسده إلا الأنبياء، لقوله -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حرَّمَ علَى الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ). "أورده ابن العربي، حسن"
وإن حدثت أموراً غير معتادة من علامات الوفاة الطبيعية من علامات حسن الخاتمة، فإن ذلك يكون للأنبياء والمرسلين، فيكون كرامةً لهم، وقد يخص الله -تعالى- بعض أوليائه الصالحين بهذه الكرامات، وبعلامات حسن الخاتمة، ولكن لم تتناقل الأخبار أو الروايات الثابتة عن كرامةٍ حدثت لوفاة أيِّ أحد من البشر وعلامات على حسن خاتمته إلا ما ثبت في حق بعض الأنبياء أو الصحابة والسلف الصالح.
وقد يرافق موت المؤمن الصالح علامات تدلُّ على حسن خاتمته، وإني لأرجو أن يكون ما وصفته عن وفاة والدتك علامات حسن خاتمتها، وسأذكر لك بعض علامات حسن خاتمة المؤمن، وأنه مقبلٌ على مستقر خيرٍ عند ربه، وهذه العلامات هي كما يأتي:
- أن يكون آخر كلامه من الدنيا نطق الشهادتين
فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ). "أخرجه أبو داود، وصححه الألباني"
- عرق جبينه
عن بريدة بن حصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المؤمنَ يموتُ بعَرَقِ الجبينِ). "أخرجه الترمذي، حسن"
- أن تكون وفاته يوم الجمعة
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من مسلمٍ يموتُ يومَ الجُمُعَةِ، أو ليلةَ الجُمُعَةِ، إلا وَقَاهُ اللهُ فتنةَ القبرِ). "أخرجه أحمد، وحسّنه الألباني"
- أن يموت على طاعة
وذلك بأن يكون آخر عمل له من الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة أو جهاد أو دعوة في سبيل الله -تعالى-.
- أن يذكره الناس بالخير والصلاح
وذلك لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى، فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ). "أخرجه البخاري"
- البشر والسعادة والوضاءة التي تملأ الوجه
وذلك لما يراه من بشارات ملائكة الرحمة له، عندما تأتيه كما جاء في الهديِّ النبوي.