وصلت أثناء قراءتي في القرآن الكريم إلى آية هاروت وماروت في سورة البقرة، فاستوقفني ذكرهم في هذا السياق، وأتساءل: هل هاروت وماروت من الملائكة؟
1
وصلت أثناء قراءتي في القرآن الكريم إلى آية هاروت وماروت في سورة البقرة، فاستوقفني ذكرهم في هذا السياق، وأتساءل: هل هاروت وماروت من الملائكة؟
1
2
حياك الله السّائل الكريم، وقد تحدّث المفسّرون كثيراً في هذه المسألة، والظّاهر من أقوال أهل العلم أنّ هاروت وماروت من الملائكة، لقوله الله -تعالى-: (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ)، [البقرة:102] أمّا مَن قال إنّهم ملوك من النّاس فقد ردّ عليهم العلماء وبيّنوا خطأ قولهم، لأنّ قراءة الملِكيْن بكسر اللّام قراءةٌ شاذّة.
وقد أنزل الله هؤلاء الملَكيْن فتنةً للنّاس، حيث كانا يُعلّمان النّاس السّحر بأمرٍ من الله -عزّ وجلّ- حتى يُقيموا الحجّة عليهم، ولكنّهما قبل ذلك كانوا ينصحون النّاس، ويُبيّنون لهم الصّواب، ويحذّرونهم من معصية الله والشرك به، وممّا يؤيّد ذلك قول الله -تعالى- على لسانهم: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ). [البقرة:102]
وقد رجّح الطبري وغيره من العلماء هذا القول، فأمّا المؤمن فيثبت ويبتعد عن السّحر، وأمّا الكافر فيأتي هذا الفعل ويفشل في الاختبار، ثمّ ادّعى اليهود والشيطان أنّ هاروت وماروت يُعلِّمان الناس السحر حتّى يفرقوا بين الأزواج، وأخذ الشياطين يعلّمون النّاس السّحر، لكنّ القرآن ردّ ذلك ببيانه أنّ تعليم الملَكين السحر للناس كان على وجه الفتنة والامتحان، أمّا تعليم الشياطين فهو من باب المعصية والإضلال.
2
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.