السلام عليكم، كنت أقرأ في قصة هجرة بعض الصحابة إلى أرض الحبشة، وأريد أن أعرف أولا قصة إسلام قبيلتي الأوس والخزرج، ثم بشكل خاص أريد أن أعرف هل هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة؟
0
السلام عليكم، كنت أقرأ في قصة هجرة بعض الصحابة إلى أرض الحبشة، وأريد أن أعرف أولا قصة إسلام قبيلتي الأوس والخزرج، ثم بشكل خاص أريد أن أعرف هل هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة؟
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحياك الله، سنقدّم الإجابة على موضوع الهجرة إلى الحبشة على الإجابة عن موضوع إسلام الأوس والخزرج لحدوث الهجرة إلى الحبشة أولاً، فلم يثبت في أيِّ مصدرٍ تارخيٍّ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد هاجر إلى الحبشة.
ولكنه -صلى الله عليه وسلم- عندما زاد الاضطهاد على الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- من قِبَل المشركين في مكة، أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة؛ لأنّ فيها ملكاً عادلاً لا يُظلم عنده أحدٌ، وهو النجاشي، وكان ذلك في السنة الخامسة للبعثة.
وقد بلغ عدد المهاجرين إلى الحبشة ما يزيد عن ثمانين رجلاً بزوجاتهم وعائلاتهم، وكان على رأسهم الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد حدثت الهجرة إلى الحبشة مرتين.
واستمر المهاجرون بالعيش في الحبشة رغم محاولات المشركين إرجاعهم إلى مكة، وينعمون بالأمن على أنفسهم ودينهم تحت رعاية النجاشي، حتى السنة السابعة للهجرة، فقدموا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مُحاصِراً لخيبر في ذلك الوقت.
وكان إسلام الأوس والخزرج حين التقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بستة شبابٍ من الخزرج من أهل يثرب؛ التي سُميّت فيما بعد بالمدينة المنورة في موسم الحج، فعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- الإسلام عليهم فأسلموا.
ومما جعلهم يستجيبون سريعاً للإسلام؛ أنّ جيرانهم اليهود في يثرب كانوا يُخوفونهم بمبعث نبيٍّ آخر الزمان الذي سيكون من اليهود -على حد زعمهم-، فيقومون بقتلهم وقتل العرب، فقال الشباب لبعضهم: لا تسبقنكم عليه؛ أيّ لا يسبقكم اليهود بالذهاب إلى النبي الأمين، وبعد أن أسلموا تواعدوا أن يأتوه العام القادم في موسم الحج.
وفي العام التالي جاء إلى لقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في موسم الحج اثنا عشر رجلاً من الأوس والخزرج، فاجتمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بهم في منطقة العقبة من مِنى، وبايعهم بيعة العقبة الأولى، وتواعدوا على اللقاء في العام القادم في موسم الحج.
وبعث معهم النبي -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير-رضي الله عنه- يُعلّمهم أمر دينهم، وفعلاً دخل النّاس في دين الله في يثرب أفواجاً، وكان لإسلام سعد بن عبادة وسعد بن معاذ سيدا الأوس والخزرج دورٌ كبيرٌ في ذلك؛ إذ أسلم بإسلامهما معظم قومهما، ولم يبقَ بيتٌ في يثرب لم يدخله الإسلام.
وفي العام الذي بعده قدم إلى موسم الحج المسلمون من أهل يثرب مع قومهم الكفار، للقاء النبي الكريم في ذات المكان، وكان عددهم ثلاثاً وسبعين رجلاً وامرأتان من الأوس والخزرج، وبايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة الثانية.
وكان هذا إيذاناً بالهجرة النبوية إلى يثرب؛ لتكون مُنطلق الدولة الإسلامية، وقد هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدها بثلاثة شهورٍ، وتزيّنت المدينة بمقدمه، وأصبحت مصدر النور إلى كل المعمورة.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.