هل نهى الرسول عن كتابة الأحاديث؟

أهلاً ومرحباً بك، للإجابة عن سؤالك هذا لا بدّ من التفصيل على النحو الآتي:

1. هل نهى الرسول عن كتابة الأحاديث؟

نعم؛ لقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كتابة الأحاديث النبوية في بداية نزول الوحي بالقرآن الكريم؛ على رأي جمع من أهل العلم؛ ومما يدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لصحابته الكرام: (لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وحَدِّثُوا عَنِّي، ولا حَرَجَ). [أخرجه مسلم]

1. لماذا نهى الرسول عن كتابة الأحاديث؟
2. خشيَة النبي -صلى الله عليه وسلم- في بداية نزول القرآن الكريم من اختلاط الآيات القرآنية بالأحاديث النبوية.
3. ما كان من فعل بعض الصحابة -رضوان الله عليهم-؛ حيث كانوا يكتبون نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي في صحيفة واحدة.
4. تفاوت الصحابة في قوة الضبط والحفظ؛ إذ إنّ النبي استثنى بعض الصحابة من هذا النهي لعلمه بضبطهم، وقدرتهم على الفصل بين الأحاديث النبوية والآيات القرآنية؛ ومن ذلك ما كان من عبد الله بن عمرو عندما نهته قريش عن الكتابة؛ فلما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك: (أَوْمأَ بإِصْبَعِهِ إلى فِيهِ، فقال: اكتُبْ؛ فوالذي نفْسي بيدِهِ، ما يخرُجُ منه إلَّا حقٌّ). [أخرجه أبو داود، صحّحه الألباني]

1. هل زال النهي عن كتابة الأحاديث؟

ذهب أهل العلم إلى القول بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمح بتدوين الأحاديث النبوية؛ بعدما أَمِنَ من تداخل نصوص الوحي من القرآن الكريم والسنة النبوية بعضها ببعض؛ فكانت أحاديث الأمر بالكتابة ناسخة لأحاديث المنع.