هل صحيح أنه ظهرت علامة من علامات الساعة الكبرى الجمعة الماضية؟

حيّاك الله أخي الكريم، اعلم أنّه لم تظهر أيّ علامة من علامات الساعة الكبرى إلى الآن، فعلامات الساعة الكبرى هي عشر علامات، وقد جاءت في حديثٍ واحد في صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه-، حيث قال:

(اطَّلَع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم علينا ونحن نتَذاكَرُ فقال: ما تَذكُرونَ؟ قالوا: نَذكُرُ الساعةَ، قال: إنها لن تَقومَ حتى ترَوا قبلَها عشْرَ آياتٍ فذَكَر: الدُّخانَ، والدجَّالَ، والدابَّةَ، وطُلوعَ الشمسِ من مَغرِبِها، ونُزولَ عيسى ابنِ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم، ويَأجوجَ ومَأجوجَ، وثلاثَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمَشرِقِ، وخَسفٌ بالمَغرِبِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخِرُ ذلك نارٌ تَخرُجُ من اليمَنِ تَطرُدُ الناسَ إلى مَحشَرِهم).

وإنّ أوّل علامات الساعة الكبرى الأرضية ظهوراً -والله تعالى أعلم- قد تكون خروج الدجال، والذي يخرج على إثر المَلاحم التي تكون في آخر الزمان بين المسلمين والروم كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.

حيث تحصل ملحمة في منطقة دابق قرب حلب في الشام بين المسلمين والروم، وينتصر في آخرها المسلمون بعد قتالٍ شديد وشهداء كثر، ثمّ يمضي المسلمون لفتح القسطنطينية مرة أخرى، ويفتحون بعض مدن الروم -وقد جاء في بعض الآثار أنهم يَبلغون روما ويفتحونها-.

وهذه الملاحم هي من علامات الساعة الصغرى -أو يسمّيها بعض العلماء الوسطى-؛ لأنها قريبة جدّاً من الكبرى ومُمهّدة لها-، وهي لم تظهر ولم تحدث بعد؛ لذلك قطعاً لم تحصل أي علامة من علامات الساعة الكبرى بعد.

ثم إنّ من العلامات الصغرى التي لم تحصل بعد والتي هي من المُمهّدات بين يدي العلامات الكبرى؛ خروج المهدي، وهو رجل من عترة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُوافق اسمه اسم النبي محمد كما جاء في بعض الروايات، ويحكم المسلمين، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً، ويُدْرك -والله أعلم- خروج الدجال والمسيح -عليه السلام-.

هذا والله -تعالى- أعلم.