حيّاك الله أخي السائل، ورزقك الله دوام الحرص والتثبت. يمكنني الإجابة عن تساؤلاتك -بعد النظر في أقوال أهل العلم- على النحو الآتي:
- هل شراب الشعير الخالي من الكحول حرام؟
أود أن أطمئنك إلى أنّ بيع وشراء مثل هذه المنتجات الخالية من الكحول أمر جائز، لا حرج به؛ فيجوز شربها وتداولها، وذلك لما يأتي:
- إنّ الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد فيها نصّ يحرمها؛ ولا دليل شرعي على حرمة عصير الشعير الغازيّ الخالي من الكحول.
- أنّ علّة تحريم الخمر الإسكار؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما أسْكرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ)؛ [أخرجه النسائي، وصحّحه الألباني] وهذه المشروبات لا مُسْكِر فيها، لا من قليل ولا من كثير، وهذا مما يتمّ التنبيه عليه بالكتابة على ظهر الزجاجة: "خالٍ من الكحول".
- هل شراب "البيرة" الخالي من الكحول حرام؟
ذهب أهل العلم إلى أنّ مصطلح البيرة قد يطلق على بعض المشروبات الغازيّة غير المُسْكِرة كما تطلق على المشروبات المُسْكِرة، وقد تمّ التفصيل في حكمها على النحو الآتي:
- إن كانت هذه المنتجات خالية من الكحول، ومن تصنيع شركات مأمونة؛ لا تقوم بتصنيع المشروبات الكحولية في العادة؛ فهذه يجوز شربها وشراؤها، وإن تعارف إطلاق لفظ "البيرة" عليها في بعض الدول الإسلامية؛ لأن حقيقتها ماء شعير لا كحول فيها.
- إن كانت هذه المنتجات خالية من الكحول، لكنّها من تصنيع شركات غير مأمونة، تقوم بتصنيع الخمر والمسكرات؛ فهذه لا يجوز شراؤها ولا شربها؛ وذلك لأنّ مثل هذه الشركات مطعون في عدالتها لإنتاجها المُسْكِر؛ فلعلّها تغش الناس وتروج لمنتجاتها بمثل هذه الطرق.