هل سماع الرعد أثناء الدفن بدون مطر دلالة على حسن الخاتمة؟

أهلاً وسهلاً أختي الكريمة، وأحسن الله عزاءكم، لا يعتبر سماع الرعد بمطرٍ أم بغير مطرٍ دلالة على حسن خاتمة الميت، فلم يثبت ذلك في القرآن ولا في السنة ولا في كلام العلماء، بل ثبت أنه لما انكسفت الشمس في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- عند موت ابنه إبراهيم، فظن الناس أنها انكسفت لموت إبراهيم حزناً عليه.

ثم وضّح لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا علاقة لكسوف الشمس بموت ابنه؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّما الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، وإنَّهُما لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ). "أخرجه مسلم"

وقد تحدث بعض العلامات التي تشير إلى حسن خاتمة الميت عند احتضاره لموته، وبعد خروج الروح من جسده، وسأذكر لك بعض علامات حسن الخاتمة للميت، وهي كما يأتي:

1. أن يكون آخر كلامه تلفظ الشهادتين

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كان آخِرُ كلامِهِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ دخَلَ الجنَّةَ). "أخرجه أبو داود، صحيح"

1. أن يختم له بعملٍ صالحٍ وطاعةٍ

عن الصحابي سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ العَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ النَّارِ وإنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ويَعْمَلُ عَمَلَ أهْلِ الجَنَّةِ وإنَّه مِن أهْلِ النَّارِ، وإنَّما الأعْمَالُ بالخَوَاتِيمِ). "أخرجه البخاري"

1. أن يعرق جبينه

عن الصحابي بريدة بن حصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (المُؤْمِنَ يموتُ بعَرَقِ الجبينِ). "أخرجه أحمد، صحيح"

1. أن تكون وفاته يوم الجمعة

عن الصحابي عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ، أوْ ليلَةَ الجمعةِ، إلَّا وقَاهُ اللهُ تعالى فتنةَ القبرِ). "أخرجه الترمذي، حسن"

1. أن يذكره الناس بالخير والثناء الحسن

عن الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَرُّوا بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ). "أخرجه البخاري"

1. البشر والوضاءة التي تملأ وجهه

وذلك لما يراه الميت من النعيم والبشارات؛ التي تكون عند استقبال الملائكة له للحياة البرزخية، هذا والله -تعالى- أعلم.