السلام عليكم، عندي سؤال بخصوص قصة قابيل وهابيل التي وردت في القرآن، كلما قرأت القرآن ومررت على هذه القصة يصبح عندي فضول لمعرفة ماذا فعل قابيل بعد أن قتل أخيه؟ وهل تاب من القتل قبل موته أم لا؟
0
السلام عليكم، عندي سؤال بخصوص قصة قابيل وهابيل التي وردت في القرآن، كلما قرأت القرآن ومررت على هذه القصة يصبح عندي فضول لمعرفة ماذا فعل قابيل بعد أن قتل أخيه؟ وهل تاب من القتل قبل موته أم لا؟
0
1
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قابيل مات عاصياً كما هو واضحٌ من سياق الآيات، وكما هو موجودٌ عند أكثر علماء التّفسير، ولا دليلَ ثابت على توبتِه، وهو من أهل النار، ويُفهم ذلك ممّا جاء في نصوص الكتاب والسّنّة.
قال الله -تعالى-: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، "سورة المائدة (سورة العقود):32" ففي هذه الآية دلالةٌ على عدم توبته، لأنّ الله -تعالى- ذكر هذه الآية بعد ذكر قصّته مع أخيه، ثمّ في قوله: "من أجل ذلك"؛ أي من أجل ما فعله قابيل بأخيه [١] .
أمّا قول الله -تعالى- فيه: (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)؛ "سورة المائدة:31" فإنّ هذا النّدم لم يكن على قتله لأخيه، وما هو بندم توبة، وإنّما كان ندمُه على عدم دفنه له، وترك جثّة أخيه في العَراء للهَوام والوحوش، وتحيّره بجثّته ماذا يفعل بها، حتّى أرسلَ الله له الغُراب يعلّمه كيف يُواري جثّة أخيه.
قال الإمام الزّمخشريّ -رحمه الله تعالى-: "من النّادمين على قتلِه، لمّا تَعب فيه من حملِه وتحيّره في أمرِه، وتبيّن له من عجزِه، وتَلْمَذه للغُراب، واسْوِدادُ لونه وسَخط أبيه، ولم يندمْ ندم التّائبين من أجل ذلك بسبب ذلك" [٢] .
وقد جاء في الحديث الصّحيح الذي أخرجه مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إلَّا كانَ علَى ابْنِ آدَمَ الأوَّلِ كِفْلٌ مِن دَمِها، لأنَّهُ كانَ أوَّلَ مَن سَنَّ القَتْلَ)، وهذا دليلٌ آخر على أنّه في النّار، وأنّ إثمَه مضاعفٌ، وأنّ كلّ جريمةٍ على وجهِ الأرض يَلحقُ ابن آدم القاتل من إثمها؛ لأنّه أوّلُ من أحدثَ هذه الفِعلة الشّنيعة وابْتدعَها، وهي بِدعة القتل.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.