أهلاً وسهلاً بك، ورزقك الله من واسع رزقه. يمكنني التفصل في الإجابة عن جميع تساؤلاتك بما يأتي:
- هل اليانصيب حرام؟
أجمع الفقهاء على تحريم بيع أو شراء أو الاشتراك في اليانصيب؛ والذي يُعرف بأنّه مجموعة من الأوراق التي تطرحها جهة معينة في السوق مقابل مبلغ محدد، وعند شراء جميع هذه الأوراق وجمع الأموال العائدة منها، يتمَ السحب على أحد أرقام هذه الأوراق، ومكافأة صاحب الورقة الرابحة بمبلغ مالي ضخم؛ فهذا كلّه حرام.
- لماذا يعتبر اليانصيب حراماً؟
لقد علل العلماء تحريم اليانصيب بعدّة أسباب معتبرة؛ نذكر منها:
- أنّ اليانصيب نوع من أنواع القمار وهو الميسر؛ الذي نهت الشريعة الإسلامية عنه؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). [المائدة: 90]
- أنّ اليانصيب يعتمد على الحظ في الربح والخسارة.
- أنّ اليانصيب ينشر العداوة والبغضاء بين الناس.
- أنّ اليانصيب يعمل على إرباك الناس، والتسبب بالضرر النفسي نتيجة انتظار الفوز أو التيقن من الخسارة.
- هل يجوز إنفاق مال اليانصيب في أوجه الخير؟
أجمع الفقهاء على تحريم الاستفادة من مال اليانصيب على أيّ وجه من الوجوه، لأنّه مال محرّم، والغاية لا تبرر الوسيلة؛ بل عدّ العلماء الاستفادة من مال اليانصيب كمن يستفيد من الأعمال المحرّمة كالسرقة، واللهو المنهي عنه في أعمال الخير، والله -سبحانه- طيّب لا يقبل إلا طيباً.
- ما هو بديل اليانصيب الخيري؟
من خلال البحث عن هذه المسألة وجدت اقتراحاً لدائرة الإفتاء الأردنية؛ وقد نال إعجابي فأحببت نقله في هذا المقام؛ حيث نصّ الاقتراح على أن تلجأ الجمعيات الخيرية إلى وسيلة مباحة لجمع التبرعات -كما تزعم- بدلاً من اليانصيب؛ بأن تطرح في الأسواق أوراقاً بقيمة نقدية يسيرة كأن تكون بدينار واحد، يشتريها الناس من باب التبرع والتصدّق، ولا عوض أو مقابل تجاه ذلك.