0

هل الرسم فن من الفنون الإسلامية؟

أنا أحب الرسم كثيراً، لكنني سمعت أنّ هناك فتوى للفقهاء في تحريم الرسم والتصوير، مع أنني أعرف أن الرسم فن من الفنون الإسلامية، وأريد السؤال لماذا تم تحريم الرسم؟ وهل الرسم فن من الفنون الإسلامية؟

15:33 13 ديسمبر 2021 909 مشاهدة

0

إجابات الخبراء (1)

1

إجابة معتمدة
محمد صالح
محمد صالح . الشريعة
تم تدقيق الإجابة بواسطة عائشة الظفيري 15:33 13 ديسمبر 2021

حيّاك الله السّائل الكريم، إنّ الشريعة الإسلامية لم تحرّم الرّسم، وإنما حرّمت نوعاً من أنواعه؛ وهو الرسم الذي فيه روح من الإنسان أو الحيوان، وهو ليس محرماً كلّه، فقد قال العديد من العلماء إنّ رسم الصورة غير الكاملة أو التي لا تظهر فيها الملامح لا تدخل في الصّور المحرّمة، واعلم أنّ هذا الأمر موضع خلاف بين أهل العلم، وسيأتي التفصيل في الضوابط والمحدّدات في ثنايا المقال.


أمّا رسم ما لا روح فيه؛ كالشجر والطبيعة والزينة والزخارف فهو مباح ولا محظور فيه. وبالنسبة لسؤالك: هل الرسم من الفنون الإسلامية؟ فالجواب على حسب القصد منه: فإن كان المقصد أنّ الرسم نشأ خلال عمر الدولة الإسلامية، بحيث يُقال إن هناك فناً خاصاً بالمسلمين، فيمكن أن تُعتبر الزخارف التي وُجدت في الأبنية والقصور التي بناها المسلمون نوعاً من أنواع الفن الإسلامي.


أما إن كان المقصد أنّ الرّسم من الأمور التي دعت إليها الشريعة الإسلامية أو حثّت عليها؟ فالحال ليس كذلك، ولكنّ الشّريعة أباحته بالشّروط التي وَضَعها الفقهاء، إذ فصّلوا واجتهدوا في بحث حكم إباحة الرسم، فوضعوا شروطاً متعلقة بمسألة الرسم بيانها فيما يأتي:


  1. أباح بعض الفقهاء الرسم بشرط أن لا تكون الصورة كاملة، أو بترك رسم جزءٍ لا يعيش بدونه المرسوم؛ حيوان كان أو إنسان؛ كرسم الجسد دون رأس.
  2. كثيرٌ من العلماء يُجيز الرسم إذا لم تكن المعالم واضحة؛ كرسم رأس دون تفاصيله من الفم والعين والأذن.


وقد ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله- عنها أنها قالت: (قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هَتَكَهُ وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ). "متفق عليه"


حيث قيل إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى القرام؛ وهو ستار رقيق من صوف عليه تماثيل؛ أي صور، أنكره وأمرها بإزالته وعدم تعليقه، وبيّن لها أن رسم ذوات الأرواح ونسجها فيه نوع من المُضاهاة لخلق الله -تعالى-، ومَنْ يفعل ذلك من أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة، وهذا دليلٌ على المنع والتحريم.


وعن سعيد بن أبي الحسن قال: قلت لابن عباس -رضي الله عنه-: (إنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هذِه الصُّوَرَ، فأفْتِنِي فِيهَا، فَقالَ له: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا منه، ثُمَّ قالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا حتَّى وَضَعَ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ، قالَ: أُنَبِّئُكَ بما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يَجْعَلُ له، بكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ. وقالَ: إنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلًا، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَما لا نَفْسَ له). "أخرجه مسلم"


وهذا الحديث صريحٌ في المنع من تصوير ذوات الأرواح، وإباحة تصوير ورسم غيرها مما لا نفس فيه كما قال عبد الله ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهذا المنع من تصوير ذوات الأرواح يشمل أيضاً صنع التماثيل بالإجماع.


ويرى بعض المجتهدين من أهل العلم أنّ الرّسم اليدوي والتّصوير الفوتوغرافي من المواهب التي لا تعدّ من باب مضاهاة خلق الله، ولا يُنظر لها على أنها تدخل في الأحاديث السّابقة؛ لاعتباراتٍ عدّة، ولكن هذه المواهب يُنصح أصحابها أنْ لا تتضمّن إيحاءات أو إشاراتٍ غير شرعيّة.


والله -تعالى- أعلم.

1

لماذا كانت الإجابه غير مفيده
0/ 200
لقد تجاوزت الحد الأقصى من الحروف المسموحة
رجوع