كنت أعد بحثاً عن المراحل التي مرت بها الدولة العباسية، وقد قرأت معلومة مختصرة عن أن الفنون الإسلامية ازدهرت أثناء الحكم العباسي للدولة الإسلامية، لذا أرغب بمعرفة كيف كانت الفنون الإسلامية في العصر العباسي؟
0
كنت أعد بحثاً عن المراحل التي مرت بها الدولة العباسية، وقد قرأت معلومة مختصرة عن أن الفنون الإسلامية ازدهرت أثناء الحكم العباسي للدولة الإسلامية، لذا أرغب بمعرفة كيف كانت الفنون الإسلامية في العصر العباسي؟
0
1
أهلاً بكم، بداية لا بد أن نوضح أنّ الخلافة العباسية بدأت عام 132هـ = 750م، وتأثّرت فنونها تأثراً كبيراً بالأساليب الفنية الفارسية، ومن هذه الفنون:
لم يكن إنشاء المدن إنشاءً عبثيًّا، بل كان يُدعى له كبار المهندسين من أجل التخطيط الجيد والمبدع، فالخليفة المنصور قبل أن يبني مدينة بغداد أمر أن تُخطّ بالرماد، ثم أمر بوضع حب القطن على تلك الخطوط.
ثم أمر أن يشعل فيه النار لكي يتخيلها، ولكي يحفر العمال ويبنوا على ذلك الرسم، ووضع أول لبنة بيده وقال: "بسم الله، والحمد لله، والأرض لله، يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين"، ثم قال: ابنوا على بركة الله.
وحفر حول سور بغداد الخارجي خندقًا عرضه ستة أمتارٍ تقريباً، وأجرى فيه ماء من قناة تخرج من نهر كرخايا، وبنى سوراً آخر بعد السور الخارجي، وجعل ما بين السورين فارغاً من الأبنية؛ لكي يسهل الدفاع عن المدينة.
وجعل مداخل أبواب المدينة منحنية؛ كي يضطر الداخل منها أن ينحرف إلى جهة اليسار، وهذا بهدف الدفاع عن المدينة، وكان فوق كل باب مجلس من غرفة مربعة الشكل فوقها قبة مذهبة، وفوق كل قبة تمثال تديره الريح، ولا تقتصر الفنون المعمارية على بغداد، بل تعدَّت ذلك إلى الرُّصافة، والرَّقة، وسامراء، وغيرها من المدن الإسلامية.
اهتم الخلفاء العباسيون ببناء القصور اهتمامًا كبيرًا، ومن أبرز قصورهم: قصر الأخيضر؛ وهو بناء مستطيل الشكل يبلغ 175 * 196 مترا، ويُحيط به أربعة أسوار يبلغ ارتفاعها 17 مترًا، في وسط كل سور بوابة محصَّنة أعلاها فتحات لإلقاء المواد الملتهبة فوق من يحاول اقتحام البوابة.
برز اهتمام خلفاء العباسيين بالمساجد؛ لأداء أهم فريضة بعد الشهادتين فيها، ومن أمثلة ذلك: المسجد الجامع بسامراء، فجدرانه مشيدة من الآجر الأحمر الباهت، ويبلغ سمكها 2.65 متراً، وارتفاعها 10.50 متراً، وفيها أبراج نصف دائرية، بين كل برجين زينة تضم فجوات مربعة، وحافاتها مشطوفة.
وكانت فيه فوارة كبيرة تشتمل على حوض من صخر واحد، وكانت جدران المسجد الداخلية مكسية بالفسيفساء الزجاجية، ولم تكن الفنون الإسلامية في العمارة خاصة بالمدن، والقصور، والمساجد، بل كانت أيضاً ظاهرة في العمارة الحربية، والجنائزية، والدينية، والتجارية، والسكنية، والصناعية.
أبدع العباسيون وابتكروا أنماطاً جديدةً في حفر الخشب، فكانوا يحفرون الزخارف بحوافّ مائلةٍ أو مشطوفةٍ، مع جعل الزاوية مستديرة بدلاً من قائمة إذا التقى خطَّان، واستخدم النجارون العباسيون الطُّرق المعتادة في تزيين الأخشاب وزخرفتها.
وأبدعوا وأضافوا عليها إضافات رائعة، ومن أمثلة إبداعهم منبر القيروان، فيتكون من صفوف من الحشوات مُقسّمة إلى مناطق مستطيلة، مزينة بزخارف هندسية متشابكة ونباتات مجردة، وتفريعات من ورق العنب.
كان بعض الصُّناع يجعل على الزجاج زخرفة من خلايا النحل، ورسوم حيوانات، وكانت زخارف بعضهم مكونة من أشرطة أفقية وخطوط متموجة، وصنعوا درواق وأقنية لحفظ الأدوية، وكانوا يكتبون أيضاً على الزجاج.
أنشأ بعض الخلفاء مصانع للنسيج، وكانوا يسمونها دور الطراز، وكانت زخارف النساجين على المنسوجات تتنوع ما بين زخارف طيور وزخارف نباتية وكتابات كوفية، واستخدموا أيضاً أختام خشبية للطبع على المنسوجات، وكان للنسيج المصري شهرةً كبيرة، وخاصة نسيج العمائم.
أبدعوا في صناعة الأواني من النّحاس بأشكال مختلفة، مثل: الطيور والحيوانات، وشكَّلوا النحاس إلى أباريق وصحون وأطباق وقناديل، وشكَّلوا البرونز إلى المقالم والمصابيح والمباخر وغيرها، واستخدموا طُرقاً كثيرةً في تثبيت لحام الحديد والنحاس والبرونز والذهب والفضة.
ويتضع مما سبق أن الفنون الإسلامية في العصر العباسية وصلت إلى مكانة عالية ورفيعة، وأنهم استفادوا من الحضارات السابقة وأبدعوا وأفادوا من بعدهم.
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.