سمعت قبل مدة في محاضرة تتحدث عن الرؤيا الصالحة، وأنها قد تكون جندا من جنود الله، وأن الله يرسلها للمؤمن ويرسل فيها بشرى له، فهل حقا الرؤيا الصالحة جند من جنود الله؟
0
سمعت قبل مدة في محاضرة تتحدث عن الرؤيا الصالحة، وأنها قد تكون جندا من جنود الله، وأن الله يرسلها للمؤمن ويرسل فيها بشرى له، فهل حقا الرؤيا الصالحة جند من جنود الله؟
0
0
أهلاً بك أخي الكريم، نعم صحيح، يمكننا القول: إن الرؤيا الصالحة جندي من جنود الله -تعالى-، وتفسير ذلك أن المعني بالجنود في قول الله -تعالى-: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)؛ "سورة المدثر:31" هم الملائكة.
ولا شكّ أن من وظائف الملائكة الإنذار، والتبشير، والتبليغ عن الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا) "سورة فاطر:1"، وقال الله -تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ). "سورة النحل:2"
والرؤيا الصالحة تقوم بهذه المهمة، وهي مهمة الأنبياء؛ أي تبليغ ما يريد الله تبليغه للبشر عن طريق الرؤيا، فتقوم الرؤيا بوظيفة المَلَك من الملائكة، فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ، مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ). أخرجه البخاري في صحيحه.
والله -تعالى- أعلم.
0
0
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حيّاك الله، موضوع الرؤيا بابه واسع جداً، وقد يختلط صحيح أخباره بسقيمها، وأهدى ما يرشد إلى ضبط هذا الباب هو خبر الصادق -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى، وفيما يأتي شرح بعض هذه الأحاديث:
قد تكون الرؤيا عبارة عن بشرى من الله -تعالى- لعباده الصالحين وعوناً ومدداً، وأنساً لهم عن غربة الدين [١] ، وقد ربطت الأحاديث الشريفة هذه البشرى بصلاح الرائي وصدقه في الحديث، كما استنبط العلماء شروطاً منها: طيب المطعم، وكثرة الذكر، والنوم على طهارة، وغيرها من أوصاف الصلاح والتقوى.
وقد بينت الأحاديث الشريفة أن الرؤيا ليست قسماً واحداً فقط، وإنما هي على ثلاثة أقسام؛ فالصالحة من الله، والتحزين والتخويف تكون حلمًا من الشيطان، وحديث النفس، وقد اشتمل الحديث الشريف على كتم رؤيا السوء، والتعوذ بالله منها، وعدم تحديث الناس بها.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس). "متفق عليه، وهذا لفظ مسلم".
الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له من غيره، وهي بمثابة جزءٍ مما أُوحي به الله للأنبياء حين كان ينزل الوحي عليهم تثبيتاً لقلوبهم، وأُنساً لهم عن تكذيب أقوامهم كما جاء في الأحاديث النبويّة الشريفة [٢] .
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر -رضي الله عنه-، فقال: (أيها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له). أخرجه مسلم
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)، متفق عليه، وفي رواية لمسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة).
لمّا ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- صدق الرؤيا للعبد المؤمن بصدق الحديث، حذَّر -صلى الله عليه وسلم- من الكذب واختراع الأحلام كي يقصّها على الناس، وأوعد على ذلك عقوبة شديدة تطال العبد يوم القيامة، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تَحلَّم بحُلُم لم يره، كلِّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل). أخرجه البخاري
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.