هل آخر خلفاء الدولة العباسية هارون الرشيد؟

حياك الله، إنّ حُكم الدولة العباسية من أطول المراحل التي تولت حكم العالم الإسلامي، فقد امتد على نحو 524 عاماً بين: (132 - 656 هـ)، تولى خلالها الحكم سبعة وثلاثون خليفة.

والخليفة هارون الرشيد هو الخليفة الخامس في ترتيب خلفاء بني العباس، فهو من أوائل من تولى الخلافة، حيث لم يسبقه في ذلك المنصب سوى أربعة خلفاء هم:

1. أبو العباس السفاح (132 - 136 هـ) مؤسس الدولة.
2. أبو جعفر المنصور (137 - 158 هـ).
3. المهدي (158 - 169 هـ).
4. موسى الهادي (169 - 170 هـ).

ثم كان الخليفة الصالح هارون الرشيد بن محمد بن عبد الله (170 - 193 هـ)، وكان أشهر خلفاء العباسيين بل من أعظم ملوك التاريخ؛ لِما اتصف به من العقل والحكمة والشجاعة، حيث قاد الجيوش زمن أبيه في صغره.

وبلغت الدولة في عهده أوْج قوّتها واتّساعها، وأخضع أعداءه تحت سلطانه، وسار إلى نقفور حين تمرد عليه، فغزا عاصمته وأدبه وأجرى عليه الجزية، وخاض الكثير من الحروب في ذلك الوقت خاصة في غزو أرض الروم. ويصف السيوطي عظمة الأيام التي حكم فيها الرشيد ورخاءها فيقول: "كانت أيام الرشيد أيام خير، كأنها من حسنها أعراس وأعياد".

ومن أهم أعماله: إنشاء بيت الحكمة الذي كان مركزًا للثقافة والعلوم والفنون، وسببًا في تطور الحضارة وتصدير العلوم إلى الغرب، ودليلاً على اهتمامه بالعلم والثقافة والفنون المختلفة، وممَّ اشتهر به أنه كان يحج عامًا ويغزو عامًا.

وقد توفّي هارون الرشيد عام: (193 هـ)، وعهد بالخلافة من بعده لابنيه الأمين والمأمون، وقد حكم بعده اثنان وثلاثون خليفة كان آخرهم الخليفة المستعصم بالله سنة (656هـ) والذي قتل على أيدي المغول.