حياك الله، الدولة العثمانية هي إحدى الدول الإسلامية التي نشأت في ظلّ وجود الدولة العباسية في فترات ضعفها، فحمت الإسلام والمسلمين فترةً من الزمن، ثم تولّت الخلافة الإسلامية عندما تنازل آخر خلفاء بني العبا، وتولاها العثمانيون باقتدار فترة أربعة قرون من الزمن، تخللها بعض الضعف ولا سيما في فتراتها المتأخرة.
وتأسّست الدولة العثمانية على يد الغازي عثمان بن أرطغرل التركي، على إثر تداعي الدولة التركية السلجوقية، وكان ذلك سنة 1299 ميلادية، وأخذت بالتوسع حتى أصبحت قوة مؤثرة في أحداث العالم، وبلغت من قوتها أن سعت تحت قيادة محمد الفاتح إلى إنهاء الدولة البيزنطية بفتح عاصمتها القسطنطينية، وقد نجح بذلك الأمير الشاب محمد بن مراد الثاني سنة 1453 للميلاد.
ويعتبر كثير من المؤرخين السلطان محمد الفاتح هو أعظم سلاطين بني عثمان على الإطلاق، وذلك لعدة أسباب منها:
- التزكية التي حصل عليها عند فتحه القسطنطينية.
- الفتوحات الكبيرة والتوسع الكبير للدولة في عهده، حيث بلغت مساحة الدولة في نهاية عهده أكثر من مليوني كيلو متر مربع.
- تطويره للجيش والأسطول البحري والمؤسسات المدنية التي نظمها، وبناء المدارس.
- التعايش بين مكونات الأمة العثمانية المسلمة والمسيحية وغيرها.
ونذكر من الخلفاء العثمانيين الأقوياء:
- السلطان سليم الأول
وهو أول سلطان عثماني تسمى بالخليفة، وذلك بعد تسلمه الخلافة من آخرالسلاطين أو الخلفاء العباسيين كما يطلق عليهم، وذلك بعد توسع دولته لتدخل الشام تحت سيطرته بعد معركة مرج دابق سنة 1516 للميلاد، وبعدها مصر في معركة الريدانية سنة 1517 للميلاد، كما تسلم مفاتيح الحرمين الشريفين وقام بفتح اليمن ليحمي مكة والمدينة من غرو البرتغاليين.
- السلطان سليمان القانوني ابن سليم الأول
الذي استمرت فترة حكمه سبعة وأربعين عاما، واتسمت فترة حكمه بالفتوحات والحملات، وهو من أكثر السلاطين ترأساً لحملات الفتوحات بنفسه، كما برع سليمان القانوني في سن الأنظمة والقوانين؛ لذلك سمي بالقانوني والمشرع، وسيطرت الدولة العثمانية في عهده على البحر الأبيض المتوسط كاملا تحت إمرة القائد العظيم أمير البحار خير الدين بربروس.
- السلطان عبد الحميد الثاني
الذي استلم الحكم في أواخر الدولة العثمانية وفي أضعف فترات حكمها، واستطاع بحكمته وحنكته السياسية أن يؤخّر سقوط الدولة الإسلامية ثلاثين سنة، حيث كان من حنكته أن يوظف خلافات أعدائه فيما بينهم فيدفع شرورهم عن خلافته، حتى قال عنه الزعيم الألماني الشهير بسمارك: "لو توزع ذكاء حكام العالم لكان 95 بالمئة منها لعبد الحميد".
ومن أشهر مواقفه عدم قبوله التنازل عن ذرة تراب من فلسطين بالرغم من كل الإغراءات المادية والتهديدات التي استخدمها اليهود وحلفاؤهم ضده، وما زالت البلاد التي حكمها العثمانيون مليئة بآثارهم العمرانية وصبغتهم الإسلامية، فمآذنهم الشهيرة وقبابهم المعروفة لازالت شاهدة على عظمة هذه الدولة في كل مكان وصلوا إليه.