أنا أحب جميع الصحابة رضي الله عنهم كلهم، ولكن أريد معرفة من هم أفضل الصحابة؟ وهل أفضل الصحابة على الإطلاق هو أبو بكر الصديق أم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما؟ فمن هم أفضل الصحابة بالترتيب؟
3
أنا أحب جميع الصحابة رضي الله عنهم كلهم، ولكن أريد معرفة من هم أفضل الصحابة؟ وهل أفضل الصحابة على الإطلاق هو أبو بكر الصديق أم السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما؟ فمن هم أفضل الصحابة بالترتيب؟
3
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيّاكم الله السائل الكريم، وأنار بصيرتَكم، ورزقكم من هداه وتقواه، أمّا الصّحابة -رضي الله عنهم- فيجب علينا الاقتداء بهم، والدّعاء لهم، ومحبّتهم بالقلب، والثّناء عليهم باللّسان؛ وذلك تكريماً لهم بسبب إيمانهم بالرسول الكريم محمّد -صلّى الله عليه وسلم-.
لكن هناك بعض الصّحابة الذين ميّزهم الله -سبحانه وتعالى- عن غيرهم؛ لِعظم شأنهم، فكان أفضل الصّحابة على الإطلاق الخلفاء الراشدون الأربعة، باتّفاق أهل السّنة، وهم:
وأفضل الصحابة بعد الخلفاء الراشدين بقيّة العشرة المبشرين بالجنّة، وهم:
ثم يليهم زوجات النبي -عليه السلام-، ثمّ آل بيته، ثمّ ما تبقى من المهاجرين، ويتبعهم الأنصار، ولا بدّ من العلم بعِظَم شأن الصحابة جميعاً؛ لكنّ أفضليتهم رُتّبت حسب قربهم من رسول الله، وبما بذلوه من جهدٍ في نُصرة الدعوة الإسلامية.
أمّا بالنسبة لسؤالك عن أفضل الصّحابة على الإطلاق؛ هل هو أبو بكر الصّدّيق، أم السيدة خديجة بنت خويلد؛ فلا شكّ بأنّ تأثير السيّدة خديجة بنت خُويْلد في أوّل الإسلام ونصرها للرّسول -عليه السّلام- كان كبيراً؛ فقد قامتْ بأعمالٍ لم يقم بها أحدٌ غيرها، وتأثيرها في الدّين كان عظيماً؛ فلا يوجد مُقارنة بينهما، فكلٌّ منهم قام بخيرعمل، ولم يكنْ لأحدٍ أنْ يقومَ بمثله لو كان في مكانهما، وكلٌّ قد تميز في مكانه وموقعه.
والأفضلية الكاملة بين الصّحابة قد ذهبتْ لأبي بكر الصديق أوّل الخلفاء الراشدين؛ فهو أوّل من أسلم من الرّجال، وهو صاحب الرسول -عليه السلام- في الغار، وقد أمر -صلّى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق أنْ يُصلّي بالناس عند مرضه.
وقد عرضت عائشة على الرسول أن يقوم بهذه المُهمّة عمر بن الخطاب، وذكرتْ له رِقّة قلب أبيها أبي بكر، وكثرةَ بكائه في الصلاة؛ فأبى -صلّى الله عليه وسلم- إلّا أن تكون الإمامة في الصلاة لأبي بكر الصّدّيق؛ وفي هذا دليلٌ على الرّضا به خليفةً للمسلمين من بعده، لأنّ الصلاة عماد الدين، وقد أجمع الصّحابة على خلافته بعد وفاة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقد أثنى الله على الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- في القرآن الكريم؛ فقال -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) "الفتح: 29".
كما بيّن الرّسول الكريم عِظم فضل أصحابه -رضي الله عنهم-، وأنّه مهما بلغ غيرهم من النّاس من التّقوى والعبادة، فلا يمكن أن يُقارن بهم، فقال -عليه السّلام-: (خيرُ القرونِ قَرْنِي ثم الذين يَلُونَهم ثم الذين يلُونَهم)، أورده الألباني وصححه عن عائشة أم المؤمنين، وقال أيضاً: (لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ)، أخرجه مسلم عن أبي هريرة.
والله -تعالى- أعلم.
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.