السلام عليكم، أثناء تصفحي لفهرس كتاب يتحدث عن قصص القرآن الكريم، وجدت عنوان قصة أصحاب الكهف، واكتفى الكتاب بذكر أنّ قصتهم وردت في سورة الكهف، فمن هم أصحاب الكهف في القرآن؟
1
السلام عليكم، أثناء تصفحي لفهرس كتاب يتحدث عن قصص القرآن الكريم، وجدت عنوان قصة أصحاب الكهف، واكتفى الكتاب بذكر أنّ قصتهم وردت في سورة الكهف، فمن هم أصحاب الكهف في القرآن؟
1
1
وعليكم السلام ورحمة الله، وفقكم الله أخي الكريم، إنّ من أعظم ثمرات مطالعة القصص المشهورة في التاريخ، ولا سيّما المذكورة في القرآن الكريم، أنّها تقدّم لنا النماذج العُليا والقدوات الصالحة، ومن أكثر هذه القصص ثراءً قصة أصحاب الكهف وإليك تفاصيل القصّة:
بدأت قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: (أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا)، "سورة الكهف:9" فكان من شأن هؤلاء الفتية أنّ ملكاً من ملوك الروم يُقال له: "دقيانوس"، قد انحرف عن ديانة عيسى -عليه السلام-، إذ كان قد عبد الأصنام، وخصّها بالذبح والقربان، وقتل من خالفه من المؤمنين بدين عيسى ومن تبعه مِن الحواريين.
وكان هذا شأنه في كلِّ قريةٍ ينزلها في قرى الروم، حتّى نزل دقينوس مدينة الفتية أصحاب الرقيم، واتخذ شرطةً لانجاز مهمته في تتبّع المؤمنين، فكانوا يُحضرونهم مقيّدين وبين يديّ ذاك الحاكم يلقونهم مقهورين مأسورين، فيُخيّرهم بين القتل وبين عبادة الأوثان، فمنهم من يضعف فيفتتن، ومنهم من يُقتل بعد ثباته على الإيمان.
ضاقت القرية برحبتها على أهل الإيمان والتوحيد، فأصاب الفتية همٌّ وحزنٌ شديد، حتّى أثّر ذلك في صحّتهم وأجسامهم، فجاءهم المدد من الله في تثبيت أفئدتهم، قال -تعالى-: (وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم)، "سورة الكهف:14" فقام الملك بجمع الناس في مجالسه لعبادة الأصنام، وكان شأن الفتية السبعة التواري والاختباء، سائلين ربهم رفع هذا البلاء.
وعزم الفتية على النأي بأنفسهم والفرار، قال -تعالى-: (وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا)، "سورة الكهف:16" فكان من وكرامة الله لهم أن ضرب النوم على آذانهم ثلاثمئة وتسعة أعوام.
حفظ الله أجساد فتية الكهف وثيابهم ثلاثمئة وتسعة سنين، يُقلبهم في نومهم ويجعل الشمس تتجاوزهم؛ كي لا تحرق أجسامهم، ولا تبلى ثيابهم، حتّى إذا شاء بعثهم، وانقضى أجل رقدتهم، وحان بين الناس بث سيرتهم، قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ). "سورة الكهف:19"
وكان دخولهم أوّل النهار ثمّ استيقظوا آخره، (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)، "سورة الكهف:19" ولمّا أحسوا بالجوع قالوا: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا)، "سورة الكهف:19" وأوصوه بقولهم: (وَلْيَتَلَطَّفْ) لكن تغيُّر بنيان المدينة وغرابة سكانها ونُدرة النقود التي يحملها كشفت أمره للناس ولم يصدقوا خبره.
وأخذه الناس إلى الملك، ويقال أنّ اسمه: "تيدوسيس"، وكان ملكاً مؤمناً فاصطحبهم ذلك الفتى المُؤمن إلى رفاقه فكان ذلك الموقف العظيم والمُعجزة الباهرة، (ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)، "سورة الكهف:17" وليطّلع أهل ذلك الزمان على معجزة البعث، (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيها). "سورة الكهف:21"
1
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.