من حمل الراية في غزوة خيبر؟

وعليكُم السّلام ورحمة الله وبركاته، كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو حامل الراية في غزوة خيبر، وقد وقعت هذه الغزوة في العام السابع للهجرة، في منطقة اسمها خَيْبر، وهي تقعُ بالقرب من المدينة المنورة، وتبعُد عن المدينة ما بين ستين إلى ثمانين ميلاً نحو الشمال.

وكانت مدينةُ خيبر مدينةً كبيرةً ذات حصون ومزارع، وكانت غزوة خيبر بين المسلمين واليهود، وكان السّبب الرئيسي من وقوعها هو أنَّ هذه المنطقة كانت وكراً للتآمر على المسلمين، ومركز الاستفزازات العسكرية، ومنشأً لإثارة الحروب، فكان لا بُدَّ للمسلمين من الالتفات إليها بدايةً، ليستطيعوا الالتفات للأمور الأُخرى.

وقد اقترب المسلمون من حصون خيبر، وباتوا هُناك ولم يكُن اليهود قد علموا بقدومهم بعدُ، ثم جاء الصباح وكان اليهود قد وصلهم خبر المسلمين، فبدأت المناوشات بين المسلمين واليهود، فلمّا أوشك الرسول -عليه الصلاة والسلام- على أن يُشرِف على وصولها قال:

(اللَّهم ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ، وربَّ الأرَضينِ السَّبعِ وما أقلَلنَ، وربَّ الشَّياطينِ وما أضلَلنَ، وربَّ الرياحِ وما ذَرينَ ، فإنَّا نسألُكَ خَيرَ هذِه القَريَةِ، وخيرَ أهلِها، ونَعوذُ بكَ مِن شرِّها، وشرِّ أَهْلِها وشرِّ ما فيها). أخرجه النسائي عن صهيب بن سنان الرومي، وصحّحه الوداعي

وأعطى رسول لواء الحرب إلى علي بن أبي طالب، فكان هو حامل راية غزوة خيبر كما ذكرنا، فقدجاء في الحديث الشريف: ( انَ عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تَخَلَّفَ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خَيْبَرَ، وكانَ رَمِدًا، فَقالَ: أنَا أتَخَلَّفُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَحِقَ به، فَلَمَّا بتْنَا اللَّيْلَةَ الَّتي فُتِحَتْ قالَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا أوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، يُفْتَحُ عليه فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فقِيلَ: هذا عَلِيٌّ فأعْطَاهُ، فَفُتِحَ عليه). أخرجه البخاري