هل فتح خيبر الإمام علي؟

حياك الله السائل الكريم، كان فتح الحصن الذي استعصى على المسلمين على يد سيدنا علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، لكن حدث قبل ذلك محاولاتٍ من الصحابة، فلم يستطيعوا فتحه، وكان ذلك سنة 7 هـ، بقيادة النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ لإنهاء أحد أكبر رؤوس الفتنة في شبه الجزيرة العربية، فأراد النبي الكريم أن ينزع هذا الشرّ، ويحاسب اليهود.

وصل النّبي الكريم والمسلمون إلى خيبر ليلاً، ولكنّ النبي عليه الصلاة والسلام لم يبدأ بالقتال حتّى أتى الصباح؛ لأنّه من عادته -صلى الله عليه وسلم- لا يهاجم قوماً حتى يصبح، فلمّا كان الصباح، وخرج اليهود بعمالهم إلى مزارعهم، فاجئهم النبي والمسلمون، فأخذوا يقولون: (مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والخَمِيسُ، فقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إذا نَزَلْنا بساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ)، "أخرجه البخاري"، ومعنى الخميس؛ الجيش.

وحاول المسلمون بقيادة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- بفتح الحصن خلال ليالٍ فلم يستطيعوا ذلك، واستعصى عليهم فتح الحصن؛ لقوته ومتانته، فبشّر النبي -عليه الصلاة والسلام- المسلمون بالنّصر وفتح الحصن، فقال: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ). "أخرجه البخاري"

بات الصحابة -رضوان الله عليهم- ليلتهم هذه، وكلهم قد تمنّى أن يكون ذلك الرجل الذي قال عنه النبيّ عليه الصّلاة والسلام ويحظى بهذا الشرف، فلمّا أتى الغد، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يأتوه بعليٍّ -رضي الله عنه- وكان قد أصاب عينه ألماً، فبصق النبي صلى الله عليه وسلم- من ريقه على عينيه، ودعا له فَشُفِيت، فكانت هذه الحادثة من معجزاته -عليه الصلاة والسلام-، ثم أعطاه الراية.

وقال له: (انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم مِن حَقِّ اللَّهِ فِيهِ؛ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ). "أخرجه البخاري" فذهب علي -رضي الله عنه- هو والجيش، وحدث هناك قتالٌ، أدّى إلى فتح حصن خيبرعلى يديه، فدخل المسلمون وأخذوا يفتحون حصون خيبر، ففتحت خيبر بأكملها.