من أول من رفع قواعد البيت الحرام؟

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله -تعالى-، إن معرفة أوّل من بنى البيت ورفع قواعد بيت الله الحرام من الأمور التي تعددت آراء العلماء فيها على عدّة أقوالٍ، وجميع هذه الأقوال لا تُبنى على دليلٍ قطعيٍّ، وسأذكر هذه الأقوال فيما يأتي:

1. إن أوّل من رفع قواعد البيت الحرام هم الملائكة، وهو قول أبو جعفر الباقر.
2. إنّ أوّل من رفع قواعد البيت الحرام هو نبيّ الله آدم -عليه السّلام-، وهذا قول سعيد بن المسيب، وعطاء بن رباح، واختار هذا القول ابن حجر العسقلاني، وابن الجوزي.
3. إنّ أوّل من رفع قواعد بيت الله الحرام هو نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام-، وهذا ما قال به ابن كثير، وابن القيم، وابن تيمية، وقد رجّحه الشيخ ابن عثيمين.

بنى نبيّ الله آدم -عليه السّلام- البيت الحرام، وحين بُعث إبراهيم -عليه السّلام- جدّد بنائه، ورفع القواعد التي كانت موجودةً أصلاً، والدليل على ذلك قول الله -تعالى-: (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ)، "البقرة: 125" ولم يطلب إليهما الله -تعالى- أن يُطهرا البيت إلّا وهو موجودٌ وكائنٌ من قَبل وجودهم، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلَ)، "البقرة: 127".

وقد ذكرت الآية الكريمة أنّ ما فعله إبراهيم -عليه السّلام- هو رفعٌ للقواعد، فهذا يدلّ على أنّ القواعد كانت موجودةً وقائمةً أصلاً، فقد جعل الله -تعالى- البيت الحرام مقصداً للناس جميعاً، وباركه الله -تعالى- ببناء الأنبياء له كما ذكرنا.

وقد يسّر الله -تعالى- للبيت الحرام في مكة مكرمة من يصون هذا البيت ويقوم على خدمة زواره على مرّ العصور، فسبحان من جعل هذا البيت مقصداً للنّاس من كل مكان، وأمناً وراحةً لهم.