ما هي وصايا حفظ القرآن؟

أسأل الله أن يتمّ سعيك لحفظ القرآن وإتقانه، والانتساب إلى زمرة حفاظ كتاب الله وقرَّائه، فإنما هو شرف عظيم، ومطلبٌ عزيز، ومهمةٌ جليلة، وهى إن شاء الله يسيرة بتيسير الله تعالى على من عقد العزم وصدق النية في طلبها، يقول تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) "سورة القمر آية: 17".

وقد ورد في بعض الأحاديث حضٌّ على الصبر على حفظ القرآن، وتلاوته، والوعد على ذلك بالأجر المضاعف، فعن ‌أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو عليه ‌شاق، ‌فله ‌أجران). أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ومن أهم الوصايا الأخرى التي ينصح بها أهل العلم كل من يتجه إلى حفظ القرآن ما يأتي:

1. النية الصادقة

بتعلم القرآن وتلاوته، ابتغاء للثواب والقرب من الله تعالى ومن فضله وكرمه الذي وعد به أهل القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات)، أخرجه البخاري فى صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

1. الهمة العالية

وذلك في تحصيل هذا الشرف، والمصابرة وطرد الفتور، لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، "سورة العنكبوت:69".

1. الالتزام بآداب القرآن

وذلك أثناء تلاوة القرآن وحفظه، وأهمها الطهارة، والخشوع عند قراءته، قال تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) "سورة الواقعة:79".

1. الاستعانة بالوسائل الميسرة للحفظ، وهناك العديد من الوسائل المعينة على الحفظ ومنها:
2. وضع جدول محدد للحفظ اليومي، وتعيين وقتٍ مخصّص مناسب لاستيعاب الطالب وقدرته الذهنية.
3. الاستعانة بأسلوب التقسيم والتكرار، فالذاكرة تميل إلى تثبيت ما يتكرر عليها إذا كان قصيراً.
4. قراءة تفسير الآية المراد حفظها، وكل ما يتعلق بها من أسباب النزول ومعاني الكلمات الغريبة، قبل بداية الحفظ حتى يجتمع الفهم مع الحفظ.
5. الحفظ بالسماع، فبعض الناس يتميزون بذاكرة سمعية قوية على نحو ما يكون عند كثير من الطلاب الأعاجم.
6. الحفظ بالربط: وله عدة أساليب: الربط بالألوان؛ كالاستعانة بالمصاحف الموضوعية التي تربط كل مجموعة من الآيات المتحدة في موضوعها بلون يميزها عن غيرها، والربط بالمقارنة بين الآيات المتشابهات، وربط الذهن بالتركيز على موضع الكلمات والآيات وتوزعها في بداية الأسطر والصفحات ونهايتها.
7. تدارس القرآن مع الزملاء والأصدقاء، واختيار المجالس والظروف المشجعة للتلاوة والحفظ.
8. إجراء اختبارات تثبيت الحفظ والمراجعة كل أسبوع، فقد شاع بين الحفظة أن تجربة المداومة على المراجعة الأسبوعية كفيلة بضمان تثبيت الحفظ وترسيخه.
9. تعاهد قراءة القرآن في الصلوات والنوافل؛ لأن النفس تكون أكثر حضوراً واجتماعاً للذهن في هذه الحالة.

تلقّي القرآن عن أهله المشهورين بالحفظ والضبط والإتقان، كي يكون الحفظ سليماً، وكي لا يضيع الوقت في تصحيح الحفظ الخاطئ.