حياك الله السّائل الكريم، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك حفظ كتابه والعمل بما جاء فيه، فبالتأكيد للقرآن الكريم نفع في الدنيا كما له في الآخرة، ولذلك حثنا الله سبحانه وتعالى على مداومة تدبره وحفظه، قال -تعالى-: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)، "المزمل:20" وسأذكر لك بعض آثار حفظ القرآن الكريم فيما يأتي:
- جاء في السنة النبوية العديد من النصوص والأحاديث التي تتحدث عن فضل حفظ القرآن الكريم؛ فكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ)، أخرجه البخاري عن عائشة أم المؤمنين.
- من أبرز فضائل حفظ القرآن الكريم والتي ينفرد بها من يحفظ كتاب الله أو يقرؤه أنه يُصبح من أهل الله في الدنيا والآخرة، قال -عليه السلام-:(إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجة.
- ثبت في الأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة حتى يخرجهم من النار، قال عليه السلام: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ) أخرجه مسلم عن أبي أمامة الباهلي، فما أعظمه من موقف حينما يأتي من ينقذك من حر جهنم ونارها، في وقت يكون فيه الإنسان بأمسِّ الحاجة لشفيعٍ يشفع له وينجده مما هو فيه.
- قال عليه السلام: (من قرأ القرآنَ وتعلَّمه وعمِل به؛ أُلبِسَ والداه يومَ القيامةِ تاجًا من نورٍ، ضوؤه مثلُ ضوءِ الشمسِ، ويُكسَى والداه حُلَّتانِ لا تقوم لهما الدُّنيا، فيقولان: بمَ كسبْنا هذا؟ فيقال: بأخْذِ ولدِ كما القرآنَ)، رواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
- يُكرم الله -سبحانه وتعالى- والديّ حافظ القرآن ويُعلِّي من قدرهما ويرفع منزلتهما، جزاءً لهم على حسن تربيتهم لولدهم وتقديراً لهم على مجهودهم معه.
- إن سماع وقراءة القرآن الكريم من أهم العوامل التي تساعد النفس على الإيجابية والنشاط، وهو يطرد الأمراض والأحزان التي تتعلق بالقلوب؛ كالقلق والتوتر.
- حفظ القرآن ومراجعته يساعد في تنظيم الوقت، ويساعده أيضًا لإنجاز المهام بسرعة وهدوء.
- المدوامة على مراجعة القرآن تساعد على تحسين مدارك الإنسان، وتزيد من قدرته على الاستيعاب والفهم؛ فكما وصفه الله -جل وعلا-: (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)، "فصلت:42".
فأنصحك أخي السائل بالبدء بحفظه والتوكل على الله والإخلاص في النية لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وسترى تأثيره في حياتك وبركته في أيامك وساعاتك ولحظاتك بإذنه تعالى.