ما هي مراحل الحروب الصليبية؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نعم أخي السائل فالحملات الصليبية قد تمّت على عدة مراحل، وليس في وقت واحد، وفيما يأتي سأبيّن لك المراحل مع بعض من تفاصيلها:

1. المرحلة الأولى

بدأت هذه المرحلة في عام 1096م، وقد استمرت حتى عام 1146م، واستفتحت الحملات الصليبية بالشرق، فقاموا بإرسال جيوش تتبعوا أربعة طرق، وتم اللقاء بينهم في القسطنطينيّة، إلى أن تم وصولهم إلى مدينة القدس.

فتم حصار القدس لمدة شهر، حتى استولوا على المنطقة، وسقطت المنطقة، وقاموا بإعلان تأسيس مملكة بيت المقدس تحت حكم الصليبيين، وفي هذه الحملة استطاعوا السيطرة على طرابلس في لبنان، وقاموا بتأسيس إمارات تابعة لهم.

1. المرحلة الثانية

بدأت هذه المرحلة في عام 1187م، وقد تمّت على إثر ما قام به القائد عماد الدين زنكي -رحمه الله-، إذ إنّه قام بتحرير إمارة الرها، واستنفرت أوروبا بهزيمتها ممثلة برجال الدين، فأسرعت أوروبا بإرسال الحملة الثانية من حملاتها الصليبية إلى الشرق مجهّزة بالجيوش، بقيادة الإمبراطور لويس التاسع ملك فرنسا، وذهبوا نحو الشرق.

إلا أن الجيوش الصليبية كانوا قد تعرضوا لهجمات خلال مسيرهم إلى الشرق، فما إن وصلوا شواطئ بلاد الشام حتى كان الإنهاك قد وصل فيهم مرحلة عالية. وفي هذه المرحلة بقي الوضع في الدولة الإسلامية ضعيفًا، إلى أن سطع نجم صلاح الدين الأيّوبي، وقام ببناء دولة قويّة مجهّزة بعدّة الحروب البرية والبحرية، وقام بمواجهة الصليبيين، واستطاع بما قام به من مواجهات تحرير إمارتي الرها وانطاكية.

1. المرحلة الثالثة

بدأت هذه الحملة في العام 1178 ميلادي، وقد استمرت إلى عام 1202 ميلادي، وكان السبب في حدوث هذه الحملة الصليبية نية فرنسا بالقضاء على جيوش القائد صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- واستعادة ما تم أخذه، وإعادة سيطرتهم على المنطقة، وبهذا يثأروا لأنفسهم مما قد حلّ فيهم من جيوش صلاح الدين الأيّوبي، فتعود لهم هيبتهم.

إلّا أنّه حدثت معركة حطّين، وحطين اسم لقرية فلسطينية وقعت فيها معركة بين المسلمين والصليبيين، بقيادة صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، وكان من أحد نتائجها: استرداد القائد صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- بيت المقدس من أيدي الصليبيين، وكسر شوكتهم بهزيمتهم الساحقة، وقد تمّت المعركة في عام 583 من الهجرة.

1. المرحلة الرابعة

بدأت هذه الحملة في عام 1202 ميلادي، وقد استمرت إلى عام 1291 ميلادي، وتمّ فيها إرسال أربعة من الحملات الأوروبية الصليبية، وذلك بهدف الانتقام من الجيوش الإسلامية؛ لِما حدث في السابق من هزيمة الصليبيين، وتهزيئهم، والهدف الرئيسي؛ هو إعادة الثقة بالجيوش الأوروبيّة، لكنّ المماليك كانوا على أهبّة الاستعداد، فقاموا بالتصدّي لهذه الحملات الصليبيّة، وانتصروا عليهم وحافظوا بذلك على البلاد الإسلاميّة.