أسمع مؤخرًا عن مصطلح التجديد في الشريعة الإسلامية، وما أعرفه أن المقصود فيه هو محاولة وضع أحكام تتناسب مع العصر الحاضر، ولكن هل هذا التجديد يكون في جميع المجالات والأحكام؟ وما هي مجالات التجديد في الشريعة الإسلامية؟
0
أسمع مؤخرًا عن مصطلح التجديد في الشريعة الإسلامية، وما أعرفه أن المقصود فيه هو محاولة وضع أحكام تتناسب مع العصر الحاضر، ولكن هل هذا التجديد يكون في جميع المجالات والأحكام؟ وما هي مجالات التجديد في الشريعة الإسلامية؟
0
0
حياك الله أخي السائل، إن سنة الله في خلقه مبنية على التطوير والتجديد من غير الاستغناء عن الأصول؛ ألا ترى أنّ الشجرة تنمو وتتطاول أغصانها وتمتد في الفضاء، لكنها مرتكزة على الساق القديم والجذر العتيق؟ وهكذا الحال في غيرها من مخلوقات الله تعالى.
وبناءً على ذلك فلا بدّ أن نعلم أنّ هناك أمور من المسلَّمات في الدين لا يجوز المساس بها؛ ففي مجال الفكر والتشريع لدينا ثوابت لا يجوز الإخلال بها، وهي ما نصّ عليه كتاب الله -عز وجل-، وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وفي ذات الوقت إنّ مراعاة متطلبات العصر ضرورة لا بدّ منها؛ لذلك فإن الشريعة راعت أمر التطوير والتحديث، كما راعت أمر تثبيت القواعد المتعلقة بالأمور الثابتة.
ونحن نجد أن الكتاب والسنة قد فصّلا تفصيلاً دقيقاً في أمور العبادات؛ لأنّها أمور تتعلّق بالعلاقة الثابتة بين العبد وربه، وكذلك الحال في الأمور المالية التي تتعلق بعلاقة ثابتة بين الناس، مثل نظام الميراث في الشريعة الإسلامية الذي يحدد حصة كل وارث للميت؛ وذلك لأن حصص الميراث مبنية على علاقة القرابة التي لا تتغير من زمن إلى زمن.
أمّا الأمور المتعلقة بحياة المجتمع وتنظيم شؤونه اليومية؛ فنرى أنّ النصوص الواردة فيها مُجمَلة وقليلة؛ ليتمكن المجتهدون من تطبيق هذه القواعد وفق ما تقتضيه الأحوال في الأزمنة المتغيرة، ولننظر إلى قول الله -تعالى-: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)، "الشورى: 38" فقد ألزم الله -تعالى- المسلمين بمبدأ الشورى، لترك باب الاجتهاد والتغيير مفتوحاً على مدار الحياة.
ومجالات التجديد في الشريعة الإسلامية كثيرة، نذكر منها:
0
جميع الحقوق محفوظة © موضوع سؤال وجواب
أدخل البريد الإلكتروني لتتلقى تعليمات حول إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.